البيت عليهم السلام وانه يجب التوقف في كل واقعة لم يعلم حكمها، وما من مجتهد الا وقد توقف في كثير من المسائل وقد عرفت عدم جواز التمسك بالبراءة الأصلية ولا الاستصحاب في الحكم، وعمومات الكتاب والسنة لا تفي بجميع الاحكام، وقد قال بتعذر المجتهد المطلق جمع من العامة كالآمدي من الشافعية وصدر الشريعة من الحنفية وغيرهما مع كثرة طرق الاستنباطات عندهم فكيف لا يكون متعذرا عندنا مع قلة الطرق. نعم لابد في المفتي ان يكون قد حصل من المسائل ما يعرف به قدرته على الاستنباطات ورده الفروع إلى الأصول فإنه ما لم يبلغ هذه الرتبة لا يعتمد على شئ من احكامه وفتاويه.
فصل المحقق في العلوم الثلاثة الدينية ليس منحصرا في الأئمة المعصومين عليهم السلام كما يظنه جماعة من أصحابنا وان كان العالم بجميع المسائل في الجميع منحصرا فيهم فإنه يوجد في هذه الأمة المرحومة أفراد كثير رزقهم الله العلم اللدني والتحقيق الكشفي في كثير من المسائل الدينية خصوصا العلمين الأولين ولا سيما علم التوحيد وتنزيه الحق ومعرفة اليوم الآخر حتى جاوز بعضهم في بعضها علم اليقين ووصل إلى عين اليقين كما أشير إليه فيما رواه في الكافي باسناده الموثق (1) عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: ان