أو بدونها والناس انما هلكوا فيما هلكوا لتركهم ذلك واتباع آرائهم قال الله عز وجل:
أتقولون على الله ما لا تعلمون (1). وقال (2): ولا تقف ما ليس لك به علم. وقال (3): قل: أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله أذن لكم أم على الله تفترون؟
وقال (4): ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب: هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب.
وقال (5): ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله الا الحق. وقال (6): ان الظن لا يغني من الحق شيئا. وقال (7): ان هم الا يظنون. وقال (8): ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لاخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين، إلى غير ذلك من الآيات.
واما الاخبار في ذلك فهي أكثر من أن تحصى وقد تجاوزت حد التواتر، ولنشر إلى جملة منها للتنبيه، فمنها ما ذكرناه في الأصول السالفة مما دل على ذلك وسيما الأصل الثاني من حديث ابن شبرمة (9) والرسالة الصادقية (10) وغيرهما، وفي الأصل السابع من حديث ذم اختلاف الفتيا (11) وحديث من تصدى للحكم وليس له بأهل (12) خصوصا قوله (ع): لا يدري أصاب أم أخطأ (إلى قوله) ولم يعض على العلم بضرس قاطع، إلى غير ذلك. ومنه ما قاله أمير المؤمنين (ع) أيضا في أثناء كلام له (13): وآخر قد تسمى عالما وليس به فاقتبس جهائل من جهال وأضاليل من ضلال ونصب للناس اشراكا من حبال - غرور وقول زور، قد حمل الكتاب على آرائه وعطف الحق على أهوائه، يؤمن من العظائم ويهون كبير الجرائم، يقول: أقف عند الشبهات وفيها وقع، ويقول: أعتزل البدع وبينهما اضطجع، فالصورة صورة إنسان والقلب حيوان، لا يعرف باب الهدى فيتبعه ولا باب -