وقد قدمنا هذه المسألة مفصلة.
والصالحات: جمع صالحة، وتقدم للشيخ رحمه الله تعالى علينا وعليه تعريفه وشروط كون العمل صالحا بأدلته من كونه موافقا لكتاب الله وعمله صاحبه خالصا لوجه الله وكونه صادرا من مؤمن بالله، إلخ.
وقوله: * (وتواصوا بالحق) *.
يعتبر التواصي بالحق، من الخاص بعد العام، لأنه داخل في عمل الصالحات.
وقيل: إن التواصي، أن يوصي بعضهم بعضا بالحق.
وقيل: الحق كل ما كان ضد الباطل، فيشمل عمل الطاعات، وترك المعاصي.
واعتبر هذا أساسا من أسس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بقرينة التواصي بالصبر، أي على الأمر والنهي، على ما سيأتي إن شاء الله.
وقيل: الحق، هو القرآن، لشموله كل أمر وكل نهي، وكل خير، ويشهد لذلك قوله تعالى في حق القرآن * (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل) *.
وقوله: * (إنآ أنزلنآ إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين) *.
وقد جاءت آيات في القرآن تدل على أن الوصية بالحق تشمل الشريعة كلها، أصولها وفروعها، ماضيها وحاضرها، من ذلك ما وصى الله به الأنبياء وعموما، من نوح وإبراهيم ومن بعدهم في قوله تعالى: * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينآ إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) *.
وإقامة الدين للقيام بكليته، وقد كانت هذه الوصية عمل الرسل لأممهم ومن بعدهم، فنفذها إبراهيم عليه السلام كما قال تعالى: * (ووصى بهآ إبراهيم بنيه ويعقوب يابنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) *.
ومن بعد إبراهيم يعقوب كما قال تعالى: * (أم كنتم شهدآء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلاهك وإلاه آبآئك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق