أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ٩١
ويدل لهذا المعنى قوله تعالى: * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) *.
وقوله: * (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله) *.
وفي الحديث عند مسلم: (الطهور شطر الإيمان).
وفي آخره (كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) مما يؤكد أن رأس مال الإنسان عمره.
ولأهمية هذا العمر جاء قسيم الرسالة والنذارة في قوله: * (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجآءكم النذير) *.
وعلى هذا قالوا: إن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى.
وهدى كل إنسان النجدين، وجعل لكل إنسان منزلة في الجنة ومنزلة في النار.
فمن آمن وعمل صالحا كان مآله إلى منزلة الجنة، وسلم من منزلة النار، ومن كفر كان مآله إلى منزلة النار، وترك منزلته في الجنة.
كما جاء في حديث القبر (أول ما يدخل في قبره إن كان مؤمنا يفتح له باب إلى النار، ويقال له: ذاك مقعدك من النار لو لم تؤمن ثم يقفل عنه، ويفتح له باب إلى الجنة ويقال له: هذا منزلك يوم تقوم الساعة، فيقول: رب، أقم الساعة).
وإن كان كافرا كان على العكس تماما، فإذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فيأخذ كل منزلته فيها، وتبقى منازل أهل النار في الجنة خالية فيتوارثها أهل الجنة، وتبقى منازل أهل الجنة في النار خالية، فتوزع على أهل النار، وهنا يظهر الخسران المبين، لأن من ترك منزلة في الجنة وذهب إلى منزلة في النار، فهو بلا شك خاسر، وإذا ترك منزلته في الجنة لغيره وأخذ هو بدلا عنها منزلة غيره في النار، كان هو الخسران المبين، عياذا بالله.
أما في غير الكافر وفي عموم المسلمين، فإن الخسران في التفريط بحيث لو دخل
(٩١)
مفاتيح البحث: القبر (2)، التجارة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»