أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ١٥٠
* (الله الصمد) *. قال بعض المفسرين: يفسره ما بعده * (لم يلد ولم يولد) *.
وقال ابن كثير، وهذا معنى حسن.
وقال بعض العلماء: هو المتناهي في السؤدد، وفي الكمال من كل شيء.
وقيل: من يصمد الخلائق إليه في حاجاتهم، ولا يحتاج هو إلى أحد.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، معنى الصمد في سورة الأنعام عند قوله تعالى: * (وهو يطعم ولا يطعم) * فذكر شواهد هذه الأقوال كلها.
وبإمعان النظر في مبدأ يفسره ما بعده، يتضح أن السورة كلها تفسير لأولها * (قل هو الله أحد) * لأن الأحدية، هي تفرده سبحانه بصفات الجلال والكمال كلها، ولأن المولود ليس بأحد، لأنه جزء من والده.
والوالد ليس بأحد، لأن جزءا منه في ولده.
وكذلك من يكون له كفء، فليس بأحد لوجود الكفء، وهكذا السورة كلها لتقرير * (قل هو الله أحد) *. * (لم يلد ولم يولد) *. تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، بيان شواهده عند قوله تعالى: * (الذى له ملك السماوات والا رض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك) * من سورة الفرقان.
تنبيه ففي اتخاذ الولد لا يستلزم نفي الولادة، لأن اتخاذ الولد قد يكون بدون ولادة كالتبني أو غيره، كما في قصة يوسف في قوله تعالى عن عزيز مصر: * (أكرمى مثواه عسى أن ينفعنآ أو نتخذه ولدا) *.
ففي هذه السورة نفي أخص، فلزم التنبيه عليه في هذه السورة الكريمة وهي سورة
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»