أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ١١٠
وما اعترض به ابن جرير بأنه يلزم عليه اتصال السورتين فليس بلازم، لأنه إن أراد اتصالهما في المعنى، فالقرآن كله متصلة سورة معنى.
ألا ترى إلى فاتحة الكتاب وفيها * (اهدنا الصراط المستقيم) *، فجاءت سورة البقرة: * (ذالك الكتاب لا ريب فيه) *، وبعدها ذكر أوصافهم وقال: * (أولائك على هدى من ربهم) *، فأي ارتباط أقوى من هذا، كأنه يقول: الهدى الذي تطلبونه في هذا الكتاب فهو هدى للمتقين، وإن أراد اتصالا حسا بعدم البسملة، فنظيرها سورة براءة مع الأنفال، ولكن لا حاجة إلى ذلك، لأن إجماع القراء على إثبات البسملة بينهما، اللهم إلا مصحف أبي بن كعب، وليس في هذين الوجهين وجه أرجح من وجه.
ولذا لم يرجح بينهما أحد من المفسرين، سوى ابن جرير رحمه الله:
وصحة الوجهين أقوى وأعم في الامتنان وتعداد النعم.
والإيلاف: قيل من التأليف، إذ كانوا في رحلتيهم يألفون الملوك في الشام واليمن، أو كانوا هم في أنفسهم مؤلفين ومجمعين، وهو امتنان عليهم بهذا التجمع والتألف، ولو سلط عليهم لفرقهم وشتتهم، وأنشدوا: والإيلاف: قيل من التأليف، إذ كانوا في رحلتيهم يألفون الملوك في الشام واليمن، أو كانوا هم في أنفسهم مؤلفين ومجمعين، وهو امتنان عليهم بهذا التجمع والتألف، ولو سلط عليهم لفرقهم وشتتهم، وأنشدوا:
* أبونا قصي كان يدعي مجمعا * به جمع الله القبائل من فهر * وقيل: من الألف والتعود، أي ألفوا الرحلتين.
فللإبقاء لهم على ما ألقوه وقريش قال أبو حيان: علم على القبيلة.
وقيل: أصلها من النقرش، وهو الاجتماع أو التكسب والجمع.
وقيل: من دابة البحر المسماة بالقرش وهي أخطر حيواناته، وهو مروي عن ابن عباس في جوابه لمعاوية.
وأنشد قول الشاعر: وأنشد قول الشاعر:
* وقريش هي التي تسكن الب * حر بها سميت قريش قريشا *
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»