أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ١١١
* تأكل الرث والسمين ولا تترك * فيها لذي جناحين ريشا * * هكذا في البلاد حي قريش * يأكلون البلاد أكلا كميشا * * ولهم آخر الزمان نبي * يكثر القتل فيهم والخموشا * وقوله تعالى * (رحلة الشتآء والصيف) *، هو تفسير لإيلاف سواء على ما كانوا يؤالفون بين الملوك في تلك الرحلات، أو ما كانوا يألفونه فيهما. * (فليعبدوا رب هاذا البيت) *. المراد بالبيت: البيت الحرام، كما جاء في دعوة إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام * (ربنآ إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم) *. وقوله تعالى: * (الذى أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف) *. بمثابة التعليل لموجب أمرهم بالعبادة، لأنه سبحانه الذي هيأ لهم هاتين الرحلتين اللتين كانتا سببا في تلك النعم عليهم، فكان من واجبهم أن يشكروه على نعمه ويعبدوه وحده.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان هذا المعنى، عند قوله تعالى: * (أولم يروا أنا جعلنا حرما ءامنا ويتخطف الناس من حولهم) * وساق النصوص بهذا المعنى بما أغنى عن إعادته.
تنبيه في قوله تعالى: * (فليعبدوا رب هاذا البيت * الذى أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف) *، ربط بين النعمة وموجبها، كالربط بين السبب والمسبب.
ففيه بيان لموجب عبادة الله تعالى وحده، وحقه في ذلك على عباده جميعا، وليس خاصا بقريش.
وهذا الحق قرره أول لفظ في القرآن، وأول نداء في المصحف، فالأول قوله تعالى: * (الحمد لله رب العالمين) *، كأنه يقول هو سبحانه مستحق للحمد، لأنه رب العالمين، أي خالقهم ورازقهم، وراحمهم إلى آخره.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»