وقال ابن كثير: غير مقطوع، كقوله تعالى: * (عطآء غير مجذوذ) *، ورد قول من قال إنه غير ممنون به عليهم، لأن لله تعالى أن يمتن على عباده وهم ما دخلوا الجنة إلا بفضل من الله ومنه عليهم. انتهى.
ومما يشهد لقول ابن جرير غير محسوب عموم قوله تعالى: * (إن الله يرزق من يشآء بغير حساب) *، وخصوص قوله تعالى: * (ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولائك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) *.
وقوله تعالى: * (جزآء من ربك عطآء حسابا) *، فهو بمعنى كافيا من قولك: حسبي بمعنى كافيني.
والذي يظهر والله تعالى أعلم أن كلا من المعنيين مقصود ولا مانع منه، وما ذهب إليه ابن كثير لا يتعارض مع قول الآخرين، لأن المن الممنوع هو ما فيه أذى وتنقيص، كما في قوله: * (ثم لا يتبعون مآ أنفقوا منا ولا أذى) *، أما المن من الله تعالى على عبده، فهو عين الإكرام والزلفى إليه سبحانه. والعلم عند الله تعالى.