وذكر أبو حيان قول الشاعر، وهو قيس الرقيات: وهو قيس الرقيات:
* ما نقموا من بني أمية إلا * أنهم يحلمون إن غضبوا * وقول الآخر: وقول الآخر:
* ولا عيب فيها غير شكلة عينها * كذاك عناق الطير شكلا عيونها * يقال عين شكلاء: إذا كان في بياضها حمرة قليلة يسيرة.
وقدمنا أن نقمتهم عليهم للمستقبل، كما في قوله تعالى: * (إلا أن يؤمنوا بالله) *، لا على الماضي إلا أن آمنوا، لأنهم كانوا يقولون لهم: إما أن ترجعوا عن دينكم، وإما أن تلقوا في النار، ولم يحرقوهم على إيمانهم السابق، بل على إصرارهم على الإيمان للمستقبل.
والإتيان هنا بصفتي الله تعالى العزيز الحميد إشعار بأنه سبحانه قادر على نصرة المؤمنين والانتقام من الكافرين، إذ العزيز هو الغالب، كما يقولون: من عز بز، ولكن جاء وصفه بالحميد، ليشعر بأمرين.
الأول: أن المؤمنين آمنوا رغبة ورهبة، رغبة في الحميد على ما يأتي الغور الودود، ورهبة من العزيز كما سيأتي في قوله: * (إن بطش ربك لشديد) *، وهذا كمال الإيمان رغبة ورهبة وأحسن حالات المؤمن.
والأمر الثاني: حتى لا ييأس أولئك الكفار من فضله ورحمته، كما قال: * (ثم لم يتوبوا) * إذ أعطاهم المهلة من آثار صفته الحميد سبحانه. * (الذى له ملك السماوات والا رض) *. تأكيد وبيان العزيز الحميد، إذ لا يخرج عن سلطانه أحد، فهو القاهر فوق عباده، وهو المدبر أمر ملكه، سبحانه وتعالى. * (والله على كل شىء شهيد) *. ربط بأول السورة وشاهد ومشهود، فهو سبحانه على كل شيء شهيد، ومن ذلك فعل أولئك، وفيه شدة تخويف أولئك وتحذيرهم ومن على شاكلتهم، بأن الله