أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٤٤٢
* (وإذا الجحيم سعرت) *. تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، بيان هذا المعنى عند الكلام على قوله تعالى من سورة الحج: * (ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد * كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير) *. * (وإذا الجنة أزلفت) *. الزلفى: القربى، وأزلفت: قربت، وتقدم بيان ذلك للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة ق عند قوله تعالى: * (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد) *. * (علمت نفس مآ أحضرت) *. المراد بالنفس هنا: العموم، أي كل نفس، كما في قوله تعالى: * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا) *. * (فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس * واليل إذا عسعس * والصبح إذا تنفس * إنه لقول رسول كريم) *. ظاهر قوله تعالى: * (فلا أقسم) * نفى القسم، ولكنه قسم قطعا، بدليل التصريح بجواب القسم في قوله تعالى: * (إنه لقول رسول كريم) *.
وبهذا يترجح ما تقدم في أول سورة القيامة * (لا أقسم بيوم القيامة) *.
ومثل الآتي * (لا أقسم بهاذا البلد) *.
تنبيه يجمع المفسرون أن لله تعالى أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، لأنها دالة على قدرته، وليس للمخلوق أن يحلف إلا بالله تعالى.
ولكن هل في المغايرة بما يقسم الله تعالى به معنى مقصود، أم لمجرد الذكر، وتعدد المقسم به؟
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»