أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٤٣٧
((سورة التكوير)) * (إذا الشمس كورت * وإذا النجوم انكدرت * وإذا الجبال سيرت * وإذا العشار عطلت * وإذا الوحوش حشرت * وإذا البحار سجرت * وإذا النفوس زوجت * وإذا الموءودة سئلت * بأى ذنب قتلت * وإذا الصحف نشرت * وإذا السمآء كشطت * وإذا الجحيم سعرت * وإذا الجنة أزلفت * علمت نفس مآ أحضرت * فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس * واليل إذا عسعس * والصبح إذا تنفس * إنه لقول رسول كريم * ذى قوة عند ذى العرش مكين * مطاع ثم أمين * وما صاحبكم بمجنون * ولقد رءاه بالا فق المبين * وما هو على الغيب بضنين * وما هو بقول شيطان رجيم * فأين تذهبون * إن هو إلا ذكر للعالمين * لمن شآء منكم أن يستقيم * وما تشآءون إلا أن يشآء الله رب العالمين) * * (إذا الشمس كورت) *. اختلف في معنى كورت هنا أكثر من عشرة أقوال، وكلها تدور على نهاية أمرها:
فقيل: كورت: لف بعضها على بعض، فانطمس نورها.
وقيل: حجبت بكارة، أي لفت بها.
وقيل: ألقيت في البحر.
وقيل: دخلت في العرش.
وقيل: اضمحلت.
وقيل: نكست.
وقال ابن جرير: نقول كما قال الله تعالى: * (كورت) *.
والذي يشهد له القرآن، أن هذا كله راجع إلى تغير حالها في آخر أمرها، لأن الله تعالى جعل لها أجلا مسمى، ومعنى ذلك أنها تنتهي إليه على الوجه الذي يعلمه سبحانه وتعالى، كما في قوله تعالى: * (وسخر الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى) *.
فمفهومه: أنه إذا جاء هذا الأجل توقفت عن جريانها.
وهو ما يشير إليها قوله تعالى: * (فإذا برق البصر * وخسف القمر * وجمع الشمس والقمر) *، أي بعد أن لم يجتمعا قط، وما كان لهما أن يجتمعا قبل ذلك الوقت، كما قوله تعالى: * (لا الشمس ينبغى لهآ أن تدرك القمر ولا اليل سابق
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»