والثاني: أن يوم الجمع المذكور لا ريب فيه، أي لا شك في وقوعه، وهذان الأمران اللذان تضمنتهما هذه الآية الكريمة، جاءا موضحين في آيات أخر.
أما تخويفه الناس يوم القيامة، فقد ذكر في مواضع من كتاب الله كقوله تعالى: * (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) *. وقوله تعالى * (وأنذرهم يوم الا زفة) *. وقوله تعالى: * (فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا السمآء منفطر به) *: وقوله تعالى: * (ألا يظن أولائك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين) * والآيات بمثل ذلك كثيرة.
وأما الثاني منهما: وهو كون يوم القيامة لا ريب فيه فقد جاء في مواضع أخر كقوله تعالى: * (الله لا إلاه إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه) * وقوله * (فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه) * وقوله تعالى: * (وأن الساعة ءاتية لا ريب فيها) *. وقوله تعالى * (وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندرى ما الساعة) *. إلى غير ذلك من الآيات.
وإنما سمي يوم القيامة يوم الجمع، لأن الله يجمع فيه جميع الخلائق. والآيات الموضحة لهذا المعنى، كثيرة كقوله تعالى: * (قل إن الا ولين والا خرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم) * وقوله تعالى: * (هاذا يوم الفصل جمعناكم والا ولين) *. وقوله تعالى: * (الله لا إلاه إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة) *. وقوله تعالى: * (يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن) * وقوله تعالى * (ذالك يوم مجموع له الناس وذالك يوم مشهود) * وقوله تعالى: * (فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) * وقوله تعالى: * (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) *.
وقد بين تعالى شمول ذلك الجمع لجميع الدواب والطير في قوله تعالى: * (وما من دآبة فى الا رض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا فى الكتاب من شىء ثم إلى ربهم يحشرون) *، والآيات الدالة على الجمع المذكورة كثيرة. قوله تعالى: * (فريق فى الجنة وفريق فى السعير) *.