عليهم كل ما يعملونه من الكفر والمعاصي، وفي أوله اتخاذهم الأولياء، يعبدونهم من دون الله.
وفي الآية تهديد عظيم لكل مشرك.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (ومآ أنت عليهم بوكيل) *.
أي لست يا محمد، بموكل عليهم تهدي من شئت هدايته منهم، بل إنما أنت نذير فحسب، وقد بلغت ونصحت.
والوكيل عليهم هو الذي يهدي من يشاء منهم ويضل من يشاء كما قال تعالى: * (إنمآ أنت نذير والله على كل شىء وكيل) *. وقال تعالى: * (ولو شآء ربك لآمن من فى الا رض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) * وقال تعالى: * (وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الا رض أو سلما فى السمآء فتأتيهم بأاية ولو شآء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين) * والآيات بمثل ذلك كثيرة.
وبما ذكرنا تعلم أن التحقيق في قوله تعالى: * (ومآ أنت عليهم بوكيل) *، وما جرى مجراه من الآيات ليس منسوخا بآية السيف والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (وكذلك أوحينآ إليك قرءانا عربيا) *. وقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الشعراء في الكلام على قوله تعالى: * (لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين) *، وفي الزمر في الكلام على قوله تعالى: * (قرءانا عربيا غير ذى عوج) * وفي غير ذلك من المواضع. قوله تعالى: * (لتنذر أم القرى ومن حولها) *. خص الله تبارك وتعالى في هذه الآية الكريمة إنذاره، صلى الله عليه وسلم بأم القرى ومن حولها، والمراد بأم القرى مكة حرسها الله.
ولكنه أوضح في آيات أخر أن إنذاره عام لجميع الثقلين كقوله تعالى * (قل ياأيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا) * وقوله تعالى: * (تبارك الذى نزل الفرقان