أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٤٢١
ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله فى رحمته إن الله غفور رحيم) *. قوله تعالى: * (قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما فى السماوات وما فى الا رض والله بكل شىء عليم) *. لما قال هؤلاء الأعراب: آمنا، وأمر الله نبيه أن يكذبهم في قوله: * (قل لم تؤمنوا) * وقوله: * (ولما يدخل الايمان فى قلوبكم) * أمر نبيهم أن يقول لهم بصيغة الإنكار: * (أتعلمون الله بدينكم) * وذلك بادعائكم أنكم مؤمنون والله لا يخفى عليه شيء من حالكم، وهو عالم بأنكم لم تؤمنوا وعالم بكل ما في السماوات والأرض وعالم بكل شيء.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من تقبيح تزكية النفس بالكذب جاء موضحا في غير هذا الموضع كقوله تعالى: * (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الا رض وإذ أنتم أجنة فى بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) * والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة. قوله تعالى: * (إن الله يعلم غيب السماوات والا رض والله بصير بما تعملون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول سورة هود في الكلام على قوله تعالى: * (ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور) *.
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»