أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٤٢٢
((سورة ق)) * (ق والقرءان المجيد * بل عجبوا أن جآءهم منذر منهم فقال الكافرون هاذا شىء عجيب * أءذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد * قد علمنا ما تنقص الا رض منهم وعندنا كتاب حفيظ * بل كذبوا بالحق لما جآءهم فهم فى أمر مريج * أفلم ينظروا إلى السمآء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج * والا رض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج * تبصرة وذكرى لكل عبد منيب * ونزلنا من السمآء مآء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد * والنخل باسقات لها طلع نضيد * رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذالك الخروج * كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود * وعاد وفرعون وإخوان لوط * وأصحاب الا يكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد * أفعيينا بالخلق الا ول بل هم فى لبس من خلق جديد * ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) * وقوله تعالى: * (ق والقرءان المجيد) *. المقسم عليه في الآية محذوف، والظاهر أنه كالمقسم عليه المحذوف في سورة ص، وقد أوضحناه في الكلام عليها. وقوله تعالى هنا: * (بل عجبوا أن جآءهم منذر منهم فقال الكافرون هاذا شىء عجيب أءذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد) *. قد قدمنا في سورة ص أن من المقسم عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق وأن رسالته حق، كما دل عليه قوله في ص: * (وعجبوا أن جآءهم م نذر منهم) * وقد دل على ذلك قوله هنا: * (بل عجبوا أن جآءهم منذر منهم) *، وقد قدمنا في ص أنه يدخل في المقسم عليه تكذيب الكفار في إنكارهم البعث، ويدل عليه قوله هنا: * (فقال الكافرون هاذا شىء عجيب أءذا متنا وكنا ترابا) *، والحاصل أن المقسم عليه في ص، بقوله: * (والقرءان ذى الذكر) *، وفي ق بقوله: * (والقرءان المجيد) * محذوف وهو تكذيب الكفار في إنكارهم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وإنكارهم البعث، وإنكارهم كون المعبود واحدا، وقد بينا الآيات الدالة على ذلك في سورة ص، وذكرنا هناك أن كون المقسم عليه في سورة ق هذه المحذوف يدخل فيه إنكارهم لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم بدليل قوله: * (بل عجبوا أن جآءهم منذر منهم) * وتكذيبهم في إنكارهم للبعث بدليل قوله: * (فقال الكافرون هاذا شىء عجيب) * وبينا وجه إيضاح ذلك بالآيات المذكورة هناك وغيرها، فأغنى ذلك عن إعادته هنا. قوله تعالى: * (أفلم ينظروا إلى السمآء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج) *. الهمزة في قوله: * (أفلم) * تتعلق بمحذوف، والفاء عاطفة عليه، كما قدمنا مرارا أنه أظهر الوجهين، وأنه أشار إليه في الخلاصة بقوله
(٤٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 ... » »»