وقد أوضحنا هذا في أول سورة الكهف، وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة، ذكره وزيادة في سورة الأحزاب في قوله تعالى: * (ياأيها النبى إنآ أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) *.
وقوله هنا: * (إنآ أرسلناك شاهدا) * حال مقدرة. وقوله: مبشرا ونذيرا كلاهما حال معطوف على حال. قوله تعالى: * (قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا) *. أمر الله جل وعلا نبيه أن يقول للمنافقين الذين تخلفوا عنه واعتذروا بأعذار كاذبة: * (فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا) * أي لا أحد يملك دفع الضر الذي أراد الله إنزاله بكم ولا منع النفع الذي أراد نفعكم به فلا نافع إلا هو ولا ضار إلا هو تعالى، ولا يقدر أحد على دفع ضر أراده ولا منع نفع أراده.
وهذا الذي تضمنته هذه الآية الكريمة. ما جاء موضحا في آيات أخر من كتاب الله كقوله تعالى في الأحزاب * (قل من ذا الذى يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا) *.
وقوله تعالى في آخر يونس * (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رآد لفضله) *.
وقوله في الأنعام: * (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شىء قدير) *.
وقوله تعالى في النساء * (قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن فى الا رض جميعا) *.
وقوله تعالى في فاطر: * (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له) *.
وقوله تعالى في الملك * (قل أرءيتم إن أهلكنى الله ومن معى أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم) *.