وقد ذكرنا بعض الآيات الدالة على هذا في أول سورة فاطر في الكلام على قوله تعالى * (ما يفتح الله للناس من رحمة) *. وفي سورة الأحقاف في الكلام على قوله تعالى: * (قل إن افتريته فلا تملكون لى من الله شيئا) *. قوله تعالى: * (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أنزل السكينة على رسوله وعلى المؤمنين. والسكينة تشمل الطمأنينة والسكون إلى الحق والثبات والشجاعة عند البأس.
وقد ذكر جل وعلا إنزاله السكينة على رسوله وعلى المؤمنين في براءة في قوله تعالى: * (ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) * وذكر إنزال سكينته على رسوله في قوله في براءة: * (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه) *.
وذكر إنزاله سكينته على المؤمنين في قوله * (فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم) *.
وهذه الآيات كلها لم يبين فيها موضع إنزال السكينة، وقد بين في هذه السورة الكريمة أن محل إنزال السكينة هو القلوب، وذلك في قوله: * (هو الذى أنزل السكينة فى قلوب المؤمنين) *. قوله تعالى: * (هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) *. ما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة ذكره في سورة التوبة وسورة الصف وزاد فيهما أنه فاعل ذلك، ولو كان المشركون يكرهونه، فقال في الموضعين * (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) *.
* (محمد رسول الله والذين معه أشدآء على الكفار رحمآء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) * قوله تعالى: * (محمد رسول الله والذين معه أشدآء على الكفار رحمآء بينهم) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة المائدة في الكلام على قوله تعالى * (فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) *.