أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٣٩١
مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) *.
والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة، وقد قدمناها مرارا.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة * (ولن يتركم) * أصله من الوتر، وهو الفرد.
فأصل قوله: لن يتركم لن يفردكم ويجردكم من أعمالكم بل يوفيكم إياها. قوله تعالى: * (وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم) *. هذه الأجور التي وعد الله بها من آمن واتقى جاءت مبينة في آيات كثيرة كقوله تعالى * (ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وءامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (ولا يسألكم أموالكم) *. في هذه الآية الكريمة أوجه معلومة عند أهل التفسير منها أن المعنى: ولا يسألكم النبي صلى الله عليه وسلم أموالكم أجرا على ما بلغكم من الوحي المتضمن لخير الدنيا والآخرة.
وهذا الوجه تشهد له آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى: * (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجرى إلا على الله) *.
وقوله تعالى: * (قل مآ أسألكم عليه من أجر ومآ أنآ من المتكلفين) *.
وقوله تعالى: * (أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون) *.
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة هود في الكلام على قوله تعالى * (وياقوم لا أسألكم عليه مالا إن أجرى إلا على الله) * وذكرنا بعض ذلك في سورة الشورى في الكلام على قوله تعالى * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى) *. قوله تعالى: * (نفسه والله الغنى وأنتم) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له قريبا في الكلام على قوله تعالى: * (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشآقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى) *.
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»