أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٣٨٩
قرأ هذا الحرف عامة السبعة غير حمزة وشعبة عن عاصم إلى السلم بفتح السين.
وقرأ حمزة وشعبة إلى السلم بكسر السين.
وقوله تعالى: * (فلا تهنوا) * أي لا تضعفوا وتذلوا، ومنه قوله تعالى: * (فما وهنوا لمآ أصابهم فى سبيل الله) *.
وقوله تعالى: * (ذالكم وأن الله موهن كيد الكافرين) * أي مضعف كيدهم، وقول زهير بن أبي سلمى: ذالكم وأن الله موهن كيد الكافرين) * أي مضعف كيدهم، وقول زهير بن أبي سلمى:
* وأخلفتك ابنة البكري ما وعدت * فأصبح الحبل منها واهنا خلقا * وقوله تعالى: * (وأنتم الا علون) * جملة حالية فلا تضعفوا عن قتال الكفار وتدعوا إلى السلم، أي تبدؤوا بطلب السلم أي الصلح والمهادنة وأنتم الأعلون. أي والحال أنكم أنتم الأعلون أي الأقهرون والأغلبون لأعدائكم، ولأنكم ترجون من الله من النصر والثواب ما لا يرجون.
وهذا التفسير في قوله * (وأنتم الا علون) * هو الصواب.
وتدل عليه آيات من كتاب الله كقوله تعالى بعده * (والله معكم) * لأن من كان الله معه هو الأعلى وهو الغالب وهو القاهر المنصور الموعود بالثواب.
فهو جدير بأن لا يضعف عن مقاومة الكفار ولا يبدأهم بطلب الصلح والمهادنة.
وكقوله تعالى: * (وإن جندنا لهم الغالبون) *، وقوله تعالى: * (إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا فى الحيواة الدنيا) *، وقوله * (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) * وقوله تعالى * (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم) *. ومما يوضح معنى آية القتال هذه قوله تعالى: * (ولا تهنوا فى ابتغآء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) *، لأن قوله تعالى * (وترجون من الله ما لا يرجون) * من النصر الذي وعدكم الله به والغلبة وجزيل الثواب.
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»