والكثرة والله جل وعلا يقول في سورة القمر مرات متعددة: * (ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر) *. ويقول تعالى في الدخان: * (فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون) *. ويقول في مريم: * (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا) *.
فهو كتاب ميسر، بتيسير الله، لمن وفقه الله للعمل به، والله جل وعلا يقول بل هو ءايات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم) *، ويقول * () *، ويقول * (ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون) *.
فلا شك أن الذي يتباعد، عن هداه، يحاول التباعد، عن هدى الله ورحمته.
ولا شك أن هذا القرآن العظيم، هو النور الذي أنزله الله إلى أرضه، ليستضاء به فيعلم في ضوئه الحق من الباطل والحسن من القبيح والنافع من الضار، والرشد من الغي.
قال الله تعالى: * (ياأيها الناس قد جآءكم برهان من ربكم وأنزلنآ إليكم نورا مبينا) *.
وقال تعالى: * (قد جآءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) *. وقال تعالى: * (وكذلك أوحينآ إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولاكن جعلناه نورا نهدى به من نشآء من عبادنا) * وقال تعالى: * (فأامنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا) * وقال تعالى: * (فالذين ءامنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولائك هم المفلحون) *.
فإذا علمت أيها المسلم أن هذا القرآن العظيم، هو النور الذي أنزله الله ليستضاء به، ويهتدى بهداه في أرضه، فكيف ترضى لبصيرتك أن تعمى عن النور.
فلا تكن خفاشي البصيرة، واحذر أن تكون ممن قيل فيهم: فلا تكن خفاشي البصيرة، واحذر أن تكون ممن قيل فيهم:
* خفافيش أعماها النهار بضوئه * ووافقها قطع من الليل مظلم * * مثل النهار يزيد أبصار الورى * نورا ويعمي أعين الخفاش *