أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٤
به الناس ويرحمهم، وأن تفصيله شامل لكل شيء، وأنه لا شك أنه منزل من الله كقوله تعالى: * (ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون) * وقوله تعالى: * (كتاب أحكمت ءاياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) *. وقوله تعالى * (وما كان هاذا القرءان أن يفترى من دون الله ولاكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) * وقوله تعالى * (ما كان حديثا يفترى ولاكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) * وقوله تعالى: * (أفغير الله أبتغى حكما وهو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصلا) * والآيات بمثل ذلك كثيرة. قوله تعالى: * (قرءانا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون) *. قوله: قرآنا عربيا قد تكلمنا عليه وعلى الآيات التي بمعناه في القرآن في سورة الزمر، في الكلام على قوله تعالى: * (قرءانا عربيا غير ذى عوج) *.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (لقوم يعلمون) *، أي فصلت آياته، في حال كونه قرآنا عربيا لقوم يعلمون.
وإنما خصهم بذلك، لأنهم هم المنتفعون بتفصيله، كما خصهم بتفصيل الآيات في سورة يونس في قوله تعالى: * (ما خلق الله ذالك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون) *، وفي سورة الأنعام في قوله تعالى * (قد فصلنا الا يات لقوم يعلمون وهو الذى أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الا يات لقوم يفقهون) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقد أوضحنا وجه تخصيص المنتفعين بالأمر المشترك دون غيرهم في سورة فاطر في الكلام على قوله تعالى * (إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلواة) * وبينا هناك أن تخصيصهم بالإنذار دون غيرهم، في آية فاطر هذه، وفي قوله تعالى في يس * (إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمان بالغيب) * وقوله في النازعات: * (إنمآ أنت منذر من يخشاها) * وقوله في الأنعام * (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولى ولا شفيع) *.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»