وهذا الذي ذكرنا هو الذي عليه الجمهور خلافا لمن قال: إن معنى غير ممنون، غير ممنون عليهم به.
وعليه، فالمن في الآية من جنس المن المذكور، في قوله تعالى: * (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والا ذى) *.
ومن قال: إن معنى غير ممنون، غير منقوص، محتجا بأن العرب تطلق الممنون على المنقوص، قالوا: ومنه قول زهير: ومن قال: إن معنى غير ممنون، غير منقوص، محتجا بأن العرب تطلق الممنون على المنقوص، قالوا: ومنه قول زهير:
* فضل الجياد على الخيل البطاء فلا * يعطي بذلك ممنونا ولا نزقا * فقوله ممنونا أي منقوصا.
وهذا وإن صح لغة، فالأظهر أنه ليس معنى الآية.
بل معناها: هو ما قدمنا. والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيهآ أقواتها فى أربعة أيام) *. الظاهر أن معنى قوله هنا في أربعة أيام: أي في تتمة أربعة أيام.
وتتمة الأربعة حاصلة بيومين فقط، لأنه تعالى قال: * (قل أءنكم لتكفرون بالذى خلق الا رض فى يومين) * ثم قال في أربعة أيام، أي في تتمة أربعة أيام.
ثم قال: * (فقضاهن سبع سماوات فى يومين) * فتضم اليومين إلى الأربعة السابقة، فيكون مجموع الأيام التي خلق فيها السماوات والأرض وما بينهما، ستة أيام.
وهذا التفسير الذي ذكرنا في الآية لا يصح غيره بحال، لأن الله تعالى صرح في آيات متعددة من كتابه بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام كقوله في الفرقان: * (الذى خلق السماوات والا رض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمان فاسأل به خبيرا) *. وقوله تعالى في السجدة * (الله الذى خلق السماوات والا رض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع) *. وقوله تعالى في ق. * (ولقد خلقنا السماوات والا رض وما بينهما فى ستة أيام وما مسنا من لغوب) * وقوله تعالى في الأعراف * (إن ربكم الله الذى