أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ١٤٧
إلى الموت بل يمكثون في النار معذبين إلى غير نهاية.
وقد دل القرآن العظيم على أنهم لا يموتون فيها فيستريحوا بالموت، ولا تغني هي عنهم، ولا يخفف عنهم عذابها، ولا يخرجون منها.
أما كونهم لا يموتون فيها الذي دل عليه قوله هنا * (قال إنكم ماكثون) * فقد دلت عليه آيات من كتاب الله كقوله تعالى: * (إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى) *، وقوله تعالى: * (ويتجنبها الا شقى الذى يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيا) *. وقوله تعالى: * (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا) *. وقوله تعالى: * (ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت) *.
وأما كون النار لا تغني عنهم، فقد بينه تعالى بقوله: * (كلما خبت زدناهم سعيرا) *، فمن يدعي أن للنار خبوة نهائية وفناء رد عليه بهذه الآية الكريمة.
وأما كون العذاب لا يخفف عنه فقد دلت عليه آيات كثيرة جدا كقوله: * (ولا يخفف عنهم من عذابها) *. وقوله تعالى: * (فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون) *، وقوله تعالى: * (فلن نزيدكم إلا عذابا) *، وقوله تعالى: * (لا يفتر عنهم) *. وقوله: * (إن عذابها كان غراما) * وقوله تعالى: * (فسوف يكون لزاما) * على الأصح في الأخيرين.
وأما كونهم لا يخرجون منها فقد جاء موضحا في آيات من كتاب الله، كقوله تعالى في البقرة: * (كذالك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) * وقوله تعالى في المائدة: * (يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم) *، وقوله تعالى في الحج: * (كلمآ أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها) *. وقوله تعالى في السجدة: * (كلمآ أرادوا أن يخرجوا منهآ أعيدوا فيها) *، وقوله تعالى في الجاثية: * (فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقد أوضحنا هذا المبحث إيضاحا شافيا في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»