الرسل، أي كنوح وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وشعيب، وموسى، وأنه لم يقصص عليه أنباء رسل آخرين، بينه في في غير هذا الموضع، كقوله في سورة النساء: * (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما) *، وأشار إلى ذلك في سورة إبراهيم في قوله: * (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جآءتهم رسلهم بالبينات) *. وفي سورة الفرقان في قوله تعالى: * (وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذالك كثيرا) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (فإذا جآء أمر الله قضى بالحق وخسر هنالك المبطلون) *. قوله هنا: فإذا جاء أمر الله أي قامت القيامة، كما قدمنا إيضاحه في قوله تعالى: * (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) * أي فإذا قامت القيامة، قضى بين الناس بالحق الذي لا يخالطه حيف ولا جور، كما قال تعالى: * (وأشرقت الا رض بنور ربها ووضع الكتاب وجىء بالنبيين والشهدآء وقضى بينهم بالحق) *.
وقال تعالى: * (وترى الملائكة حآفين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق) *.
والحق المذكور في هذه الآيات: هو المراد بالقسط المذكور في سورة يونس في قوله تعالى: * (ولكل أمة رسول فإذا جآء رسولهم قضى بينهم بالقسط) *).
وما تضمنته هذه الآية الكريمة، من أنه إذا قامت القيامة يخسر المبطلون، أوضحه جل وعلا في سورة الجاثية في قوله تعالى: * (ولله ملك السماوات والا رض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون) *.
والمبطل هو: من مات مصرا على الباطل.
وخسران المبطلين المذكور هنا، قد قدمنا بيانه في سورة يونس، في الكلام على قوله تعالى: * (قد خسر الذين كذبوا بلقآء الله وما كانوا مهتدين) *. قوله تعالى: * (الله الذى جعل لكم الا نعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة فى صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون) *.