أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣٩٢
. اللام في قوله: * (ولقد ءاتينا موسى الهدى) * موطئة للقسم وصيغة الجمع في آتينا وأورثنا للتعظيم.
والمراد بالهدى ما تضمنه التوراة من الهدى في العقائد والأعمال: وأورثنا بني إسرائيل الكتاب وهو التوراة، وقوله: هدى وذكرى لأولي الألباب مفعول من أجله أي لأجل الهدى والتذكير.
وقال بعضهم: هدى حال، وورود المصدر المنكر حالا معروف، كما أشار له في الخلاصة بقوله: وقال بعضهم: هدى حال، وورود المصدر المنكر حالا معروف، كما أشار له في الخلاصة بقوله:
* ومصدر منكر حالا يقع * بكثرة كبغتة زيد طلع * وقال القرطبي: هدى بدل من الكتاب، أو خبر مبتدأ محذوف، وما تضمنته هذه الآية الكريمة، من أن الله أنزل التوراة على موسى وأنزل فيها الهدى لبني إسرائيل جاء موضحا في آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: * (وءاتينآ موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسراءيل ألا تتخذوا من دونى وكيلا) *. وقوله تعالى: * (ولقد ءاتينا موسى الكتاب فلا تكن فى مرية من لقآئه وجعلناه هدى لبنى إسراءيل) *. وقوله تعالى: * (إنآ أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والا حبار) * وقوله تعالى: * (ولقد ءاتينا موسى الكتاب من بعد مآ أهلكنا القرون الا ولى بصآئر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون) * وقوله تعالى: * (ثم ءاتينا موسى الكتاب تماما على الذى أحسن وتفصيلا لكل شىء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون) *. وقوله تعالى: * (وكتبنا له فى الالواح من كل شىء موعظة وتفصيلا لكل شىء) * الآية. إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (إن فى صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه) *. قد قدمنا إيضاحه في سورة الأعراف، في الكلام على قوله تعالى: * (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها) *، وذكرنا هناك بعض النتائج السيئة الناشئة عن الكبر. قوله تعالى: * (لخلق السماوات والا رض أكبر من خلق الناس) *.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 » »»