أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣٩٣
قد قدمنا أن هذه الآية من البراهين الدالة على البعث، وأوضحنا كل البراهين الدالة على البعث بالآيات القرآنية بكثرة في سورة البقرة، وسورة النحل، وأحلنا على مواضع ذلك مرارا. قوله تعالى: * (وما يستوى الا عمى والبصير والذين ءامنوا وعملوا الصالحات ولا المسىء) *. قوله تعالى في هذه الآية الكريمة، وما يستوي الأعمى والبصير، قد قدمنا الكلام عليه في سورة هود، في الكلام على قوله تعالى: * (مثل الفريقين كالا عمى والا صم والبصير والسميع) *.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (والذين ءامنوا وعملوا الصالحات ولا المسىء) * قد قدمنا إيضاح معناه بالآيات القرآنية، في سورة ص في الكلام على قوله تعالى: * (أم نجعل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الا رض أم نجعل المتقين كالفجار) *. قوله تعالى: * (إن الساعة لاتية لا ريب فيها ولاكن أكثر الناس لا يؤمنون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الفرقان، في الكلام على قوله تعالى: * (بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا) *. قوله تعالى: * (وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين) *. قال بعض العلماء * (ادعونى أستجب لكم) *: اعبدوني أثبكم من عبادتكم، ويدل لهذا قوله بعده: * (إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين) *.
وقال بعض العلماء: * (ادعونى أستجب لكم) * أي اسألوني أعطكم.
ولا منافاة بين القولين، لأن دعاء الله من أنواع عبادته.
وقد أوضحنا هذا المعنى، وبينا وجه الجمع بين قوله تعالى: * (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) * مع قوله تعالى: * (فيكشف ما
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 » »»