أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٥ - الصفحة ٣٣٣
أرسلنا فى قرية من نذير إلا قال مترفوهآ إنا بمآ أرسلتم به كافرون) * وقوله تعالى: * (وكذلك مآ أرسلنا من قبلك فى قرية من نذير إلا قال مترفوهآ إنا وجدنآ ءابآءنا على أمة وإنا علىءاثارهم مقتدون) * وقوله تعالى: * (ومآ أرسلنا فى قرية من نبى إلا أخذنا أهلها بالبأسآء والضرآء لعلهم يضرعون ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس ءاباءنا الضرآء والسرآء فأخذناهم بغتة) * والآيات بمثل هذا كثيرة جدا.
أما الآية التي بينت استثناء أمة واحدة من هذه الأمم فهي قوله تعالى: * (فلولا كانت قرية ءامنت فنفعهآ إيمانها إلا قوم يونس لمآ ءامنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحيواة الدنيا) *. وظاهر آية الصافات أنهم آمنوا إيمانا حقا، وأن الله عاملهم به معاملة المؤمنين، وذلك في قوله في يونس * (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فأامنوا فمتعناهم إلى حين) * لأن ظاهر إطلاق قوله: فآمنوا، يدل على ذلك. والعلم عند الله تعالى. ومن الأمم التي نص على أنه أهلكها وجعلها أحاديث سبأ، لأنه تعالى قال فيهم: * (فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق) * وقوله * (فجعلناهم أحاديث) * أي أخبارا وقصصا يسمر بها، ويتعجب منها، كما قال ابن دريد في مقصورته: فجعلناهم أحاديث) * أي أخبارا وقصصا يسمر بها، ويتعجب منها، كما قال ابن دريد في مقصورته:
* وإنما المرء حديث بعده * فكن حديثا حسنا لمن وعى * وقرأ هذا الحرف ابن كثير، وأبو عمرو: تترا بالتنوين: وهي لغة كنانة، والباقون بألف التأنيث المقصورة من غير تنوين: وهي لغة أكثر العرب، وسهل نافع وابن كثير وأبو عمرو والهمزة الثانية من قوله: جاء أمة، وقرأها الباقون بالتحقيق، كما هو معلوم وقوله * (فبعدا لقوم لا يؤمنون) * مصدر لا يظهر عامله، وقد بعد بعدا بفتحتين، وبعدا بضم فسكون: أي هلك فقوله: بعدا: أي هلاكا مستأصلا، كما قال تعالى * (ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود) * قال الشاعر: ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود) * قال الشاعر:
* قل الغناء إذا لاقى الفتى تلفا * قول الأحبة لا تبعد وقد بعدا * وقد قال سيبويه: إن بعدا وسحقا ودفرا أي نتنا من المصادر المنصوبة بأفعال لا تظهر. ا ه ومن هذا القبيل قولهم: سقيا ورعيا، كقول نابغة ذبيان:
(٣٣٣)
مفاتيح البحث: الهلاك (2)، العفو (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»