للازدواج مع العشايا، وكذلك مأزورات بالهمز فهو على غير الأصل. لأن المادة من الوزر بالواو. إلا أن الهمز في قوله (مأزورات) للازدواج مع (مأجورات). والازدواج يجوز فيه ما لا يجوز في غيره كما هو معلوم. وعليه فقوله (مأمورة) اتباع لقوله (مأبورة) وإن كان مذكورا قبله للمناسبة بين اللفظين.
وقال الشيخ أبو عبد الله القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة: قوله تعالى * (أمرنا) * قرأ أبو عثمان النهدي، وأبو رجاء، وأبو العالية، والربيع، ومجاهد، والحسن (أمرنا) بالتشديد. وهي قراءة علي رضي الله عنه. أي سلطنا شرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكناهم.
وقال أبو عثمان النهدي (أمرنا) بتشديد الميم: جعلناهم أمراء مسلطين.
وقاله ابن عزيز: وتأمر عليهم تسلط عليهم. وقرأ الحسن أيضا، وقتادة، وأبو حيوة الشامي، ويعقوب، وخارجة عن نافع، وحماد بن سلمة عن ابن كثير وعلي وابن عباس باختلاف عنهما (آمرنا) بالمد والتخفيف. أي أكثرنا جبابرتها وأمراءها. قاله الكسائي.
وقال أبو عبيدة: (آمرته بالمد وأمرته لغتان بمعنى أكثرته. ومنه الحديث (خير المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة) أي كثيرة النتاج والنسل. وكذلك قال ابن عزيز: آمرنا وأمرنا بمعنى واحد. أي أكثرنا. وعن الحسن أيضا، ويحيى بن يعمر: أمرنا بالقصر وكسر الميم على فعلنا، ورويت عن ابن عباس. قال قتادة والحسن: المعنى أكثرنا، وحكى نحوه أبو زيد وأبو عبيد. وأنكره الكسائي وقال: لا يقال من الكثرة إلا آمرنا بالمد، وأصلها أأمرنا فخفف حكاه المهدوي.
وفي الصحاح: قال أبو الحسن: أمر ماله بالكسر أي كثر. وأمر القوم: أي كثروا. قال الشاعر وهو الأعشى: وفي الصحاح: قال أبو الحسن: أمر ماله بالكسر أي كثر. وأمر القوم: أي كثروا. قال الشاعر وهو الأعشى:
* طرفون ولادون كل مبارك * أمرون لا يرثون سهم القعدد * وآمر الله ماله بالمد. الثعلبي: ويقال للشيء الكثير أمر. والفعل منه أمر القوم يأمرون أمرا: إذا كثروا.
قال ابن مسعود: كنا نقول في الجاهلية للحي إذا كثروا: أمر أمر بني فلان: قال