الميعاد. وأشار لهذا المعنى في مواضع أخر. كقوله: * (وعد الله لا يخلف الله وعده) *. وقوله: * (إن الله لا يخلف الميعاد) *، وقوله * (ربنا وءاتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد فاستجاب لهم ربهم) *، وقوله تعالى: * (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للا ذقان سجدا ويقولون سبحان ربنآ إن كان وعد ربنا لمفعولا) *، وقوله تعالى: * (فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا السمآء منفطر به كان وعده مفعولا) *، وقوله تعالى: * (أذالك خير أم جنة الخلد التى وعد المتقون كانت لهم جزآء ومصيرا لهم فيها ما يشآءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله: * (مأتيا) * اسم مفعول أتاه إذا جاءه. والمعنى: أنهم لا بد أن يأتون ما وعدوا به. خلافا لمن زعم أن * (مأتيا) * صيغة مفعول أريد بها الفاعل. أي كان وعده آتيا، إذ لا داعي لهذا مع وضوح ظاهر الآية.
تنبيه مثل بعض علماء البلاغة بهذه الآية لنوع من أنواع البدل. وهو بدل الكل من البعض، قالوا: * (جنات عدن) * بدل من الجنة في قوله: * (أولائك * يدخلون الجنة) * بدل كل من بعض.
قالوا: ومن أمثلة بدل الكل من البعض قوله: قالوا: ومن أمثلة بدل الكل من البعض قوله:
* رحم الله أعظما دفنوها * بسجستان طلحة الطلحات * (فطلحة) بدل من قوله (أعظما) بدل كل من بعض. وعليه فأقسام البدل ستة: بدل الشيء من الشيء. وبدل البعض من الكل. وبدل الكل من البعض. وبدل الاشتمال. وبدل البداء. وبدل الغلط.
قال مقيده عفا الله عنه: ولا يتعين عندي في الآية والبيت كون البدل بدل كل من بعض، بل يجوز أن يكون بدل الشيء من الشيء، لأن الألف واللام في قوله: * (فأولائك يدخلون الجنة) * للجنس، وإذا كان للجنس جاز أن يراد بها جميع الجنات، فيكون قوله: * (جنات عدن) * بدلا من * (الجنة) * بدل الشيء من الشيء، لأن المراد