أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٣٩١
قال في الخلاصة: وجعل اللذ كاعتقد الثاني بمعنى صير كما تقدم في الحجر. كقوله: * (وجعل القمر فيهن نورا) *. قال في الخلاصة: وجعل القمر فيهن نورا) *. قال في الخلاصة:
*.. والتي كصيرا * وأيضا بها انصب مبتدأ وخبرا * الثالث بمعنى خلق. كقوله: * (الحمد لله الذى خلق السماوات والا رض وجعل الظلمات والنور) * أي خلق الظلمات والنور.
الرابع بمعنى شرع. كقوله: الرابع بمعنى شرع. كقوله:
* وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني * ثوبي فأنهض نهض الشارب السكر * قال في الخلاصة: قال في الخلاصة:
* كأنشأ السائق يحدو وطفق * كذا جعلت وأخذت وعلق * وقوله في هذه الآية الكريمة * (سبحانه) * أي تنزيها له جل وعلا عما لا يليق بكماله وجلاله، وهو ما ادعوا له من البنات سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا! وغيرهم كما نقله عنهم ابن كثير وغيره على أن الآية عامة. حتى إن ذنوب بني آدم لتهلك الجعل في حجره، والحبارى في وكرها، ونحو ذلك. لولا أن الله حليم لا يعجل بالعقوبة، ولا يؤاخذكم بظلمهم.
قال مقيده عفا الله عنه: وهذا القول هو الصحيح. لما تقرر في الأصول من: أن النكرة في سياق النفي إذا زيدت قبلها لفظة (من) تكون نصا صريحا في العموم. وعليه فقوله (من دابة) يشمل كل ما يطلق عليه اسم الدابة نصا.
وقال القرطبي في تفسيره: فإن قيل: فيكف يعم بالهلاك مع أن فيهم مؤمنا ليس بظالم؟ يجعل هلاك الظالم انتقاما وجزاء، وهلاك المؤمن معوضا بثواب الآخرة.
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم) اه محل الغرض منه بلفظه. والأحاديث بمثله كثيرة معروفة.
وإذا ثبت في الأحاديث الصحيحة: أن العذاب إذا نزل بقوم عم الصالح والطالح،
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»