لبس فيه، إن لم يهدكم الله جل وعلا إليه.
وهذا المعنى صرح به جل وعلا عن نوح أيضا في هذه السورة الكريمة بقوله: * (ولا ينفعكم نصحى إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم) *. * (وياقوم لا أسألكم عليه مالا إن أجرى إلا على الله ومآ أنا بطارد الذين ءامنوا إنهم ملاقو ربهم ولاكنى أراكم قوما تجهلون * وياقوم من ينصرنى من الله إن طردتهم أفلا تذكرون * ولا أقول لكم عندى خزآئن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنى ملك ولا أقول للذين تزدرى أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما فى أنفسهم إنى إذا لمن الظالمين * قالوا يانوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنآ إن كنت من الصادقين * قال إنما يأتيكم به الله إن شآء ومآ أنتم بمعجزين * ولا ينفعكم نصحى إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون * أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلى إجرامى وأنا برىء مما تجرمون * وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون * واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون * ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) * قوله تعالى: * (وياقوم لا أسألكم عليه مالا إن أجرى إلا على الله) *. ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة عن نبيه نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: أنه أخبر قومه أنه لا يسألهم مالا في مقابلة ما جاءهم به من الوحي والهدى، بل يبذل لهم ذلك الخير العظيم مجانا من غير أخذ أجرة في مقابله.
وبين في آيات كثيرة: أن ذلك هو شأن الرسل عليهم صلوات الله وسلامه، كقوله في سبأ عن نبينا صلى الله عليه وسلم: * (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجرى إلا على الله) *.
وقوله فيه أيضا في آخر سورة ص: * (قل مآ أسألكم عليه من أجر ومآ أنآ من المتكلفين) *.
وقوله في الطور والقلم * (أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون) *.
وقوله في الفرقان * (قل مآ أسألكم عليه من أجر إلا من شآء أن يتخذ إلى ربه سبيلا) *.
وقوله في الأنعام: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين) *.
وقوله عن هود في سورة هود: * (ياقوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجرى إلا على الذى فطرنى) *.
وقوله في الشعراء عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام: * (ومآ أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين) *.
وقوله تعالى عن رسل القرية المذكورة في يس * (اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا) *.
وقد بينا وجه الجمع بين هذه الآيات المذكورة وبين قوله تعالى: * (قل لا أسألكم