وكلها يشهد له قرآن فنذكر الجميع، والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (مثل الفريقين كالا عمى والا صم والبصير والسميع) *. ضرب الله تعالى في هذه الآية الكريمة المثل للكافر بالأعمى والأصم، وضرب المثل للمؤمن بالسميع والبصير، وبين أنهما لا يستويان، ولا يستوي الأعمى والبصير، ولا يستوي الأصم والسميع. وأوضح هذا المعنى في آيات كثيرة:
قوله * (وما يستوى الا عمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوى الا حيآء ولا الا موات إن الله يسمع من يشآء ومآ أنت بمسمع من فى القبور إن أنت إلا نذير) *.
وقوله: * (أفمن يعلم أنمآ أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى) *.
وقوله: * (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعآء إذا ولوا مدبرين) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادى الرأى) *. ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة: أن الملأ من قوم نوح قالوا له: ما نراك اتبعك منا إلا الأسافل والأراذل. وذكر في سورة الشعراء، أن اتباع الأراذل له في زعمهم مانع لهم من اتباعه بقوله * (قالوا أنؤمن لك واتبعك الا رذلون) *.
وبين في هذه السورة الكريمة: أن نوحا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أبى أن يطرد أولئك المؤمنين الذين اتبعوه بقوله: * (ومآ أنا بطارد الذين ءامنوا إنهم ملاقو ربهم ولاكنى أراكم قوما تجهلون وياقوم من ينصرنى من الله إن طردتهم) *. وذكر تعالى عنه ذلك في الشعراء أيضا بقوله: * (إن حسابهم إلا على ربى لو تشعرون ومآ أنا بطارد المؤمنين) *. * (قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى وءاتانى رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) * قوله تعالى * (قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى وءاتانى رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) *. ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة عن نبيه نوح: أنه قال لقومه: * (قل أرءيتم) * أي أخبروني * (إن كنت على بينة من ربى) * أي على يقين ونبوة صادقة لا شك فيها، وأعطاني رحمة منه مما أوحى إلي من التوحيد والهدى، فخفي ذلك كله عليكم، ولم تعتقدوا أنه حق، أيمكنني أن ألزمكم به، وأجبر قلوبكم على الانقياد والإذعان لتلك البينة التي تفضل الله علي بها، ورحمني بإيتائها، والحال أنكم كارهون لذلك؟ يعني ليس بيدي توفيقكم إلى الهدى وإن كان واضحا جليا لا