أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٣٤٣
وقال فيه ابن حجر في (التقريب): لين الحديث واعترض المخالفون تضعيف الحديث المذكور في المسح على الجوربين والنعلين قالوا: أخرجه أبو داود وسكت عنه وما سكت عنه فأقل درجاته عنده الحسن قالوا: وصححه ابن حبان وقال الترمذي: حسن صحيح قالوا: وأبو قيس وثقه ابن معين وقال العجلي: ثقة ثبت وهزيل وثقه العجلي وأخرج لهما معا البخاري في صحيحه ثم إنهما لم يخالفا الناس مخالفة معارضة بل رويا أمرا زائدا على ما رووه بطريق مستقل غير معارض فيحمل على أنهما حديثان قالوا: ولا نسلم عدم سماع الضحاك بن عبد الرحمان من أبي موسى لأن المعاصرة كافية في ذلك كما حققه مسلم بن الحجاج في مقدمة صحيحه. ولأن عبد الغني قال في (الكمال): سمع الضحاك من أبي موسى قالوا: وعيسى بن سنان وثقه ابن معين وضعفه غيره وقد أخرج الترمذي في الجنائز حديثا في سنده عيسى بن سنان هذا وحسنه.
ويعتضد الحديث المذكور أيضا بما جاء في بعض روايات حديث ابن عمر الثابت في الصحيح أن عبيد بن جريج. قال له: يا أبا عبد الرحمان رأيتك تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها قال: ما هن؟ فذكرهن وقال فيهن: رأيتك تلبس النعال السبتية قال: أما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فأنا أحب أن ألبسها.
قال البيهقي بعد أن ساق هذا الحديث بسنده: ورواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى ورواه جماعة عن سعيد المقبري ورواه ابن عيينة عن ابن عجلان عن المقبري فزاد فيه: ويمسح عليها. وهو محل الشاهد قال البيهقي. وهذه الزيادة وإن كانت محفوظة فلا ينافي غسلهما فقد يغسلهما في النعل ويمسح عليهما.
ويعتضد الاستدلال المذكور أيضا في المسح على النعلين بما رواه البيهقي بإسناده عن زيد بن وهب قال: بال علي وهو قائم ثم توضأ ومسح على النعلين ثم قال: وبإسناده قال: حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي ظبيان قال: بال علي وهو قائم ثم توضأ ومسح على النعلين ثم خرج فصلى الظهر.
وأخرج البيهقي أيضا نحوه عن أبي ظبيان بسند آخر ويعتضد الاستدلال المذكور
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»