وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما) * نهى الله تعالى المسلمين في هذه الآية الكريمة عن الوهن وهو الضعف في طلب أعدائهم الكافرين وأخبرهم بأنهم إن كانوا يجدون الألم من التقل والجراح فالكفار كذلك والمسلم يرجو من الله من الثواب والرحمة ما لا يرجوه الكافر فهو أحق بالصبر على الآلام منه وأوضح هذا المعنى في آيات متعددة كقوله: * (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله) * وكقوله: * (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم) * إلى غير ذلك من الآيات. * (ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه ذكر في هذه الآية أن من فعل ذنبا فإنه إنما يضر به خصوص نفسه لا غيرها وأوضح هذا المعنى في آيات كثيرة كقوله: * (ولا تكسب كل نفس إلا ألا تزر وازرة وزر أخرى) * وقوله: * (ومن أساء فعليها) * إلى غير ذلك من الآيات. * (قوله تعالى وعلمك ما لم تكن تعلم الآية ذكر في هذه الآية الكريمة أنه علم نبيه صلى الله عليه وسلم ما لم يكن يعلمه وبين في مواضع أخر أنه علمه ذلك عن طريق هذا القرءان العظيم الذي أنزله عليه كقوله: * (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولاكن جعلناه نورا نهدى به من نساء من عبادنا الآية) * وقوله: * (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هاذا القرءان وإن كنت من قبله لمن * الغافلين) * إلى غير ذلك من الآيات. * (لا خير في كثير من نجواهم الآية ذكر في هذه الآية الكريمة أن كثيرا من مناجاة الناس فيما بينهم لا خير فيه.
ونهى في موضع آخر عن التناجي بما لا خير فيه وبين أنه من الشيطان ليحزن به المؤمنين وهو قوله تعالى: * (يا أيها الذين ءامنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون إنما) *.
وقوله في هذه الآية الكريمة: * (أو إصلاح بين الناس) * لم يبين هنا هل المراد بالناس المسلمون دون الكفار أو لا.