تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٢٤ - الصفحة ٤٠
رضي الله تعالى عنه مرفوعاف، وأخرج الديلمي. وابن مردويه عن سمرة بن جندب مرفوعا " الحواميم روضة من رياتض الجنة ".
وأخرج محمد بن نصر. والدارمي عن سعد بن إبراهيم قال: كن الحواميم يسمين العرائس. وأخرج ابن نصر. وابن مردويه عن أنس بن مالك قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى أعطاني السبع الطوال مكان التوراة وأعطاني الراءات إلى الطواسين مكان الإنجيل وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور وفضلني بالحواميم والمفضل ما قرأهن نبي قبلي ".
وأخرج البيهقي في الشعب عن الخليل بن مرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الحواميم سبع وأبواب جهنم سبع تجىء كل * (حم) * منها فتقف على باب من هذه الأبواب تقول: اللهم لا تدخل من هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرؤوني " وجاء في خصوص بعض آيات هذه السورة ما يدل على فضله. أخرج الترمذي. والبزار. ومحمد بن نصر. وابن مردويه. والبيهقي في " الشعب " عن أبي هريرة قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ * (حم) * إلى واليه المصير وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح ".
* (حم) *.
* (حم) * بتفخيم الألف وتسكين الميم، وقرأ ابن عامر برواية ذكوان، وحمزة. والكسائي. وأبو بكر بالإمالة الصريحة، ونافع برواية ورش. وأبو عمرو بالإمالة بين بين، وقرأ ابن أبي إسحاق. وعيسى بفتح الميم على التحريك لالتقاء الساكنين بالفتحة للخفة كما في أين وكيف، وجوز أن يكون ذلك نصبا بإضمار اقرأ ومنع من الصرف للعلمية والتأنيث لأنه بمعنى السورة أو للعلمية وشبه العجمة لأن فاعيل ليس من أوزان أبنية العرب وإنما وجد ذلك في لغة العجم كقابيل وهابيل، ونقل هذا عن سيبويه. وفي " الكشف " أن الأولى أن يعلل بالتعريف والتركيب.
وقرأ أبو السمال بكسر الميم على أصل التقاء الساكنين كما في جيز: والزهري برفعها والظاهر أنه إعراب فهو إما مبتدأ أو خبر مبتدأ محذوف، والكلام في المراد به كالكلام في نظائره، ويجمع على حواميم وحاميمات أما الثاني فقد أنشد فيه ابن عساكر في تاريخه: هذا رسول الله في الخيرات * جاء بياسين وحاميمات وأما الأول فقد تقدم عدة أخبار فيه ولا أظن أن أحدا ينكر صحة جميعها أو يزعم أن لفظ حواميم فيها من تحريف الرواة الأعاجم؛ وأيضا أنشد أبو عبيدة: حلفت بالسبع الا لى تطولت * وبمئين بعدها قد أمئيت وبثمان ثنيت وكررت * وبالطواسين اللواتي تليت وبالحواميم اللواتي سبعت * وبالمفصل التي قد فصلت وذهب الجواليقي. والحريري. وابن الجوزي إلى أنه لا يقال حواميم، وفي " الصحاح " عن الفراء أن قول العامة الحواميم ليس من كلام العرب، وحكى صاحب زاد المسير عن شيخه أبي منصور اللغوي أن من الخطأ أن تقول: قرأت الحواميم والصواب أن تقول قرأت آل حم، وفي حديث ابن مسعود إذا وقعت في آل حم فقد وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن، وعلى هذا قول الكميت بن زيد في الهاشميات:
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»