ظلم قوم بشهادة العدول ونحو ذلك لهدمت الخ.
وقال قوم: أي لولا دفع ظلم الظلمة بعدل الولاة، وقالت فرقة: أي لولا دفع العذاب عن الأشرار بدعاء الأخيار، وقال قطرب: أي لولا الدفع بالقصاص عن النفوس. وقيل بالنبيين عليهم السلام عن المؤمنين والكل مما لا يقتضيه المقام ولا ترتضيه ذوو الأفهام. والصوامع جمع صومعه بوزن فعولة وهي بناء مرتفع حديد الأعلى والأصمع من الرجال الحديد القول، وقال الراغب: هي كل بناء متصمع الرأس أي متلاصقة والأصمع اللاصقة إذنه برأسه وهو قريب من قريب، وكانت قبل الإسلام كما قال قتادة مختصة برهبان النصارى وبعباد الصابئة ثم استعملت في مئذنة المسلمين، والمراد بها هنا متعبد الرهبان عند أبي العالية ومتعبد الصابئة عند قتادة ولا يخفى أنه لا ينبغي إرادة ذلك حيث لم تكن الصابئة ذات ملة حقة في وقت من الأوقات، والبيع واحدها بيعة بوزن فعلة وهي مصلى النصارى ولا تختص برهبانهم كالصومعة، قال الراغب: فإن يكن ذلك عربيا في الأصل فوجه التسمية به لما قال سبحانه: * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم) * (التوبة: 111) الآية، وقيل هي كنيسة اليهود.
وقرأ أهل المدينة. ويعقوب * (ولولا دفاع) * بالألف. وقرأ الحرميان. وأيوب. وقتادة. وطلحة. وزائدة عن الأعمش. والزعفراني * (لهدمت) * بالتخفيف، والتضعيف باعتبار كثرة المواضع.
* (وصلوات) * جمع صلاة وهي كنيسة اليهود، وقيل: معبد للنصارى دون البيعة والأول أشهر، وسميت الكنيسة بذلك لأنها يصلى فيها فهي مجاز من تسمية المحل باسم الحال، وقيل: هي بمعناها الحقيقي وهدمت بمعنى عطلت أو في الكلام مضاف مقدر وليس بذاك، وقيل: * (صلوات) * معرب صلوثا بالثاء المثلثة والقصر ومعناها بالعبرانية المصلى. وروى عن أبي رجاء. والجحدري. وأبي العالية. ومجاهد أنهم قرأوا بذلك. والظاهر أنه على هذا القول اسم جنس لا علم قبل التعريب وبعده لكن ما رواه هرون عن أبي عمرو من عدم تنوينه ومنع صرفه للعلمية والعجمة يقتضي أنه علم جنس إذ كونه اسم موضع بعينه كما قيل بعيد فعليه كان ينبغي منع صرفه على القراءة المشهورة فلذا قيل إنه صرف لمشابهته للجمع لفظا فيكون كعرفات، والظاهر أنه نكر إذ جعل عاما لما عرب، وأما القول بأن القائل به لا ينونه فتكلف قاله الخفاجي.
وقرأ جعفر بن محمد رضي الله تعالى عنهما * (صلوات) * بضم الصاد واللام، وحكى عنه ابن خالويه بكسر الصاد وسكون اللام وحكيت عن الجحدري، وحكى عنه أيضا * (صلوات) * بضم الصاد وفتح اللام وحكيت عن الكلبي، وقرأ أبو العالية في رواية * (صلوات) * بفتح الصاد وسكون اللام، وقرأ الحجاج بن يوسف * (صلوات) * بضم الصاد واللام من غير ألف وحكيت عن الجحدري أيضا، وقرأ مجاهد * (صلوتا) * بضمتين وتاء مثناة بعدها ألف، وقرأ الضحاك. والكلبي * (صلوث) * بضمتين من غير ألف وبثاء مثلثة، وقرأ عكرمة * (صلويثا) * بكسر الصاد وإسكان اللام وواو مكسورة بعدها ياء بعدها ثاء مثلثة بعدها ألف، وحكى عن الجحدري أيضا * (صلوث) * بضم الصاد وسكون اللام وواو مفتوحة بعدها ألف بعدها ثاء مثلثة، وحكى عن مجاهد أنه قرأ كذلك إلا أنه بكسر الصاد، وحكى ابن خالويه. وابن عطية عن الحجاج. والجحدري * (صلوب) * بضمتين وباء موحدة على أنه جمع صليت كظريف وظروف وجمع فعيل على فعول شاذ فهذه عدة قراآت قلما يوجد مثلها في كلمة واحدة * (ومساجد) * جمع مسجد وهو معبد معروف للمسلمين، وخص بهذا الاسم اعتناء بشأنه من حيث أن السجود أقرب ما يكون العبد