أو الكلب قد مات في كلام الفاروق رضي الله تعالى عنه لعد ما استخدم فيه من الأمور الدينية أو هو مبني على اختيار تفصيل في الأمور الدنيوية أيضا.
وقد حكى الشيعة أن عليا كرم الله تعالى وجهه قال حين صمم على عزل معاوية وأشار عليه ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بإبقائه على عمله إلى أن يستفحل أمر الخلافة: يمنعني من ذلك قوله تعالى: * (وما كنت متخذ المضلين عضدا) * فلا اتخذ معاوية عضدا أبدا، وهو كذب لا يعتقده إلا ضال مضل.
وقرأ أبو جعفر. وشيبة. والسختياني. وعون العقيلي. وابن مقسم * (ما أشهدناهم) * بنون العظمة: وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه * (متخذا المضلين) * على أعمال اسم الفاعل. وقرأ الحسن. وعكرمة * (عضدا) * بسكون الضاد ونقل حركتها إلى العين. وقرأ عيسى * (عضدا) * بسكون الضاد للتخفيف كما قالوا في رجل وسبع رجل وسبع بالسكون وهي لغة عن تميم، وعنه أيضا أنه قرأ بفتحتين.
وقرأ شيبة. وأبو عمرو في رواية هارون. وخارجة. والخفاف. وأبي زيد * (عضدا) * بضمتين، وروي ذلك عن الحسن أيضاف، وكذا روي عنه أيضا أنه قرأ بفتحتين، وهو على هذا إما لغة في العضد كما في " البحر " ولم يذكره في " القاموس " وإما جمع عاضد كخدم جمع خادم من عضده بمعنى قواه وأعانه فحينئذ لا استعارة. وقرأ الضحاك * (عضدا) * بكسر العين وفتح الضاد ولم نجد ذلك من لغاته، نعم في " القاموس " عد عضد ككتف منها وهو عكس هذه القراءة.
* (ويوم يقول نادوا شركآئى الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا) * * (ويوم يقول) * أي الله تعالى للكفار توبيخا وتعجيزا بواسطة أو بدونها. وقرأ الأعمش. وطلحة ويحيى. وابن أبي ليلى. وحمزة. وابن مقسم * (نقول) * بنون العظمة، والكلام على معنى اذكر أيضا أي واذكر يوم يقول: * (نادوا) * للشفاعة لكم * (شركائي الذين زعمتم) * أي زعمتموهم شفعاء، والإضافة باعتبار ما كانوا يزعمون أيضا فإنهم كانوا يزعمون أنهم شركاء كما يزعمون أنهم شفعاء، وقد جوز غير واحد هنا أن يكون فعل عبدتهم المطيعين لهم فيما وسوسوا به أو كل ما عبد من دون الله تعالى.
وقرأ ابن كثير * (شركاى) * مقصورا مضافا إلى الياء * (فدعوهم) * أي نادوهم للإغاثة، وفيه بيان بكمال اعتنائهم بإغاثتهم على طريق الشفاعة إذ معلوم أن لا طريق إلى المدافعة * (فلم يستجيبوا لهم) * فلم يغيثوهم إذ لا إمكان لذلك؛ قيل وفي إيراده مع ظهوره تهكم بهم وإيذان بأنهم في الحماقة بحيث لا يفهمونه إلا بالتصريح به.
* (وجعلنا بينهم) * أي بين الداعين والمدعوين * (موبقا) * اسم مكان من وبق وبوقا كوثب وثوبا أو وبق وبقا كفرح فرحا إذا هلك أي مهلكا يشتركون فيه وهو النار، وجاء عن ابن عمر. وأنس. ومجاهد أنه واد في جهنم يجري بدم وصديد، وعن عكرمة أنه نهر في النار يسيل نارا على حافتيه حيات أمثال البغال الدهم فإذا ثارت إليهم لتأخذهم استغاثوا بالاقتحام في النار منها، وتفسير الموبق بالمهلك مروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعن مجاهد وغيرهما، وعن الحسن تفسيره بالعداوة فهو مصدر أطلق على سبب الهلاك وهو العداوة كما أطلق التلف على البغض المؤدي إليه في قول عمر رضي الله تعالى عنه: لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا.
وعن الربيع بن أنس تفسيره بالمحبس، ومعنى كون الموبق على سائر تفاسيره بينهم شموله لهم وكونهم مشتركين فيه كما يقال جعلت المال بين زيد وعمرو فكأنه ضمن * (جعلنا) * معنى قسمنا وحينئذ لا يمكن إدخال عيسى.