تفسير آيات من القرآن الكريم - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ٢٤١
الرابعة: الدليل على أن كلامهم لم يصدر عن علم لا منهم ولا ممن قبلهم.
الخامسة: تعظيم الكلمة كما قال تعالى: * (تكاد السماوات يتفطرن منه) *.
السادسة: أن الكذب يسمى كذبا، ويسمى صاحبه كاذبا ولو ظن أنه صادق، ويصير من أكبر الكذابين المفترين.
وقوله: * (فلعلك باخع نفسك على آثارهم) * أي قاتلها أسفا على هلكتهم، ففيه ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشفقة عليهم، وتسلية الله سبحانه له.
وقوله: * (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) * فيه مسائل:
الأولى: التسلية للمؤمن عمن أدبر.
الثانية: أن حكمة التزيين ليبين الأحسن عملا من غيره.
الثالثة: أن جميعها يصير * (صعيدا جرزا) * أي لا نبت فيه.
وقوله: * (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) * يعني أن قصتهم مع كونها عجيبة فيها مسائل جليلة أعظمها الدلالة على التوحيد وبطلان الشرك ، والدلالة على نبوته صلى الله عليه وسلم ومن قبله، والدلالة على اليوم الآخر، ففي الآيات المشاهدة من خلق السماوات والأرض وغير ذلك مما هو أعجب وأدل على المراد من قصتهم مع إعراضهم عن ذلك، فأما دلالتها على التوحيد وبطلان الشرك فظاهر، وأما دلالتها على النبوات فكذلك كما جعلها أحبار يهود آية لنبوته، وأما دلالتها على اليوم
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 337 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»