الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٩
قضى الامر الذي فيه تستفتيان * وأخرج وكيع في الغرر عن عمرو بن دينار قال قال يوسف عليه السلام ما لقى أحد في الحب ما لقيت أحبني أبى فألقيت في الجب وأحبتني امرأة العزيز فألقيت في السجن * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انى أراني أعصر خمرا قال عنبا * وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قرأ انى أراني أعصر عنبا وقال والله لقد اخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله انى أراني أعصر خمرا يقول أعصر عنبا وهو بلغة أهل عمان يسمون العنب خمرا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه نبئنا بتأويله قال عبارته * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله انى أراني أعصر خمرا قال هو بلغة عمان وفى قوله انا نراك من المحسنين قال كان إحسانه فيما ذكر لنا انه كان يعزى حزينهم ويداوي مريضهم ورأوا منه عبادة واجتهادا فأحبوه به وقال لما انتهى يوسف عليه السلام إلى السجن وجد فيه قوما قد انقطع رجاؤهم واشتد بلاؤهم وطال حزنهم فجعل يقول أبشروا اصبروا تؤجروا ان لهذا أجرا ان لهذا ثوابا فقالوا يا فتى بارك الله فيك ما أحسن وجهك وأحسن خلقك وأحسن خلقك لقد بورك لنا في جوارك انا كنا في غير هذا منذ حبسنا لما تخبرنا من الاجر والكفارة والطهارة فمن أنت يا فتى قال انا يوسف ابن صفي الله يعقوب ابن ذبيح الله إسحاق ابن خليل الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وكانت عليه محبة وقال له عامل السجن يا فتى والله لو استطعت لخليت سبيلك ولكن سأحسن جوارك وأحسن آثارك فكن في أي بيوت السجن شئت * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دعا يوسف عليه السلام لأهل السجن فقال اللهم لا تعم عليهم الاخبار وهون عليهم مر الأيام * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن الضحاك رضي الله عنه انه سئل عن قوله انا تراك من المحسنين ما كان احسان يوسف عليه السلام قال كان إذا مرض انسان في السجن قام عليه وإذا ضاق عليه المكان أوسع له وإذا احتاج جمع له * قوله تعالى (قال لا يأتيكما طعام) الآية * أخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لا يأتيكما طعام ترزقانه قال كره العبارة لهما فأجابهما بغير جوابهما ليريهما ان عنده علما وكان الملك إذا أراد قتل انسان صنع له طعاما معلوما فأرسل به إليه فقال يوسف عليه السلام لا يأتيكما طعام ترزقانه إلى قوله تشكرون فلم يدعه صاحب الرؤيا حتى يعبر لهما فكره العبارة فقال يا صاحبي السجن أأرباب إلى قوله ولكن أكثر الناس لا يعلمون قال فلم يدعاه فعبر لهما * قوله تعالى (واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب) الآية * أخرج الترمذي وحسنه والحاكم وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم عليهم السلام * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن أبي الأحوص رضي الله عنه قال فاخر أسماء ابن خارجة الفزاري رجلا فقال أنا من الأشياخ الكرام فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله * وأخرج الحاكم عن عمر رضي الله عنه انه استأذن عليه رجل فقال استأذنوا لابن الأخيار فقال عمر ائذنوا له فلما دخل قال من أنت قال فلان بن فلان بن فلان فعد رجلا من اشراف الجاهلية فقال له عمر رضي الله عنه أنت يوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم قال لا قال ذاك من الأخيار وأنت في الأشرار انما تعد لي جبال أهل النار * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يجعل الجد أبا ويقول من شاء لاعناه عند الحجر ما ذكر الله جدا ولا جدة قال الله اخبارا عن يوسف عليه السلام واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ذلك من فضل الله علينا قال إن جعلنا أنبياء وعلى الناس قال إن جعلنا رسلا إليهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس قال إن المؤمن ليشكر ما به من نعمة الله ويشكر ما في الناس من نعمة الله ذكر لنا ان أبا الدرداء رضي الله عنه كان
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست