الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٧٦
الفتح قال كفار قريش في قولهم ربنا افتح بيننا وبين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ففتح بينهم يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح قال إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء في يوم بدر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله وان تنتهوا قال عن قتال محمد صلى الله عليه وسلم وان تعودوا نعد قال إن تستفتحوا الثانية افتح لمحمد صلى الله عليه وسلم وان الله مع المؤمنين قال مع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وان تعودوا نعد يقول نعد لكم بالأسر والقتل * قوله تعالى (ولا تكونوا كالذين قالوا) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وهم لا يسمعون قال عاصون * قوله تعالى (ان شر الدواب عند الله) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ان شر الدواب عند الله قال هم الكفار * وأخرج الفريابي وابن أبي شبية وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان شر الدواب عند الله قال هم نفر من قريش من بنى عبد الدار * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الصم البكم الذين لا يعقلون قال لا يتبعون الحق * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال أنزلت في حي من أحياء العرب من بنى عبد الدار * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث وقومه * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ان شر الدواب عند الله قال الدواب الخلق وقرأ ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها قال هذا يدخل في هذا * قوله تعالى (ولو علم الله) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم أي لأعدلهم قولهم الذي قالوا بألسنتهم ولكن القلوب خالفت ذلك منهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ولو سمعهم قال بعد أن يعلم أن لا خير فيهم ما نفعهم بعد أن ينفذ علمه بأنهم لا ينتفعون به * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال قالوا نحن صم عما يدعونا إليه محمد لا نسمعه بكم لا نجيبه فيه بتصديق قتلوا جميعا بأحد وكانوا أصحاب اللواء يوم أحد * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله إذا دعاكم لما يحييكم قال هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله إذا دعاكم لما يحييكم أي للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل وقواكم بها بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم * قوله تعالى (واعلموا ان الله يحول) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وحشيس بن أصرم في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين المؤمن وبين الكفر ومعاصي الله ويحول بين الكافر وبين الايمان وطاعة الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين المؤمن والكفر ويحول بين الكافر وبين الهدى * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين الكافر وبين ان يعي بابا من الخير أو يعمله أو يهتدى له * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه قال علمه يحول بين المرء وقلبه * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الخلجي قال سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قول الله يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين المؤمن وبين معصيته التي يستوجب بها الهلكة فلا بد لابن آدم ان يصيب دون ذلك ولا يدخل على قلبه الموبقات التي يستوجب بها دار الفاسقين ويحول بين الكافر وبين طاعته فلا يصيب من طاعته ما يستوجب ما يصيب أولياءه من الخير شيئا وكان ذلك في العلم السابق الذي ينتهى إليه أمر الله تعالى وتستقر عنده أعمال العباد * وأخرج أبو الشيخ عن أبي غالب قال سألت
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست