بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أحيا بمن شاء مآثر الآثار بعد الدثور ووفق لتفسير كتابه العزيز بما وصل إلينا بالاسناد العالي من الخبر المأثور وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تضاعف لصاحبها الأجور وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أسفر فجره الصادق فمحا ظلمات أهل الزيغ والفجور صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ذوي العلم المرفوع والفضل المشهور صلاة وسلاما دائمين على ممر الليالي والدهور * (وبعد) * فلما ألفت كتاب ترجمان القرآن وهو التفسير المسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وتم بحمد الله في مجلدات فكان ما أوردته فيه من الآثار بأسانيد الكتب المخرج منها واردات رأيت قصور أكثر الهمم عن تحصيله ورغبتهم في الاقتصار على متون الأحاديث دون الاسناد وتطويله فلخصت منه هذا المختصر مقتصرا فيه على متن الأثر مصدرا بالعزو والتخريج إلى كل كتاب معتبر * (وسميته بالدر المنثور في التفسير بالمأثور) * والله أسأل ان يضاعف لمؤلفه الأجور ويعصمه من الخطأ والزور بمنه وكرمه انه البر الغفور * (سورة فاتحة الكتاب مكية وآيها سبع) * * أخرج عبد بن حميد في تفسيره عن إبراهيم قال سألت الأسود عن فاتحة الكتاب أمن القرآن هي قال نعم * وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن الأنباري في المصاحف عن محمد بن سيرين ان أبي بن كعب كان يكتب فاتحة الكتاب والمعوذتين واللهم إياك نعبد واللهم إياك نستعين ولم يكتب ابن مسعود شيئا منهن وكتب عثمان بن عفان فاتحة الكتاب والمعوذتين * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال كان عبد الله لا يكتب فاتحة الكتاب في المصحف وقال لو كتبتها لكتبت في أول كل شئ * وأخرج الواحدي في أسباب النزول والثعلبي في تفسيره عن علي رضي الله عنه قال نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة والواحدي والثعلبي عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة انى إذا خلوت
(٢)