الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣
وحدي سمعت نداء فقد والله خشيت ان يكون هذا أمرا فقالت معاذ الله ما كان الله ليفعل بك فوالله انك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث فلما دخل أبو بكر وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكرت خديجة حديثه لها وقالت اذهب مع محمد إلى ورقة فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده فقال انطلق بنا إلى ورقة فقال ومن أخبرك قال خديجة فانطلقا إليه فقصا عليه فقال إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد فانطلق هاربا في الأرض فقال لا تفعل إذا أتاك فأثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمد قل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حتى بلغ ولا الضالين قال قل لا إله إلا الله فأتى ورقة فذكر ذلك له فقال له ورقة ابشر ثم ابشر فإني أشهد انك الذي بشر به ابن مريم وانك على مثل ناموس موسى وانك نبي مرسل * وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق ابن إسحاق حدثني إسحاق بن يسار عن رجل من بنى سلمة قال لما أسلم فتيان بنى سلمة وأسلم ولد عمرو بن الجموح قالت امرأة عمرو له هل لك ان تسمع من ابنك ما روى عنه فقال أخبرني ما سمعت من كلام هذا الرجل فقرأ عليه الحمد لله رب العالمين إلى قوله الصراط المستقيم فقال ما أحسن هذا وأجمله وكل كلامه مثل هذا فقال يا أبتاه وأحسن من هذا وذلك قبل الهجرة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأبو سعيد بن الاعرابي في معجمه والطبراني في الأوسط من طريق مجاهد عن أبي هريرة ان إبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة * وأخرج وكيع والفريابي في تفسيريهما وأبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر في تفسيره وأبو بكر بن الأنباري في كتاب المصاحف وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الحلية من طرق عن مجاهد قال نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة * وأخرج وكيع في تفسيره عن مجاهد قال نزلت فاتحة الكتاب مدنية * وأخرج أبو بكر بن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال نزلت فاتحة الكتاب بمكة * وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن أيوب ان محمد بن سيرين كان يقول يكره ان يقول أم القرآن ويقول قال الله وعنده أم الكتاب ولكن فاتحة الكتاب * وأخرج الدارقطني وصححه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأتم الحمد فاقرؤا بسم الله الرحمن الرحيم انها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها * وأخرج البخاري والدارمي في مسنده وأبو داود والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن أبي مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني * وأخرج أحمد في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لام القرآن هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم * وأخرج الثعلبي عن عبد الجبار بن العلاء قال كان سفيان بن عيينة يسمى فاتحة الكتاب الوافية * وأخرج الثعلبي عن عفيف بن سالم قال سالت عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن قراءة الفاتحة خلف الامام فقال عن الكافية تسأل قلت وما الكافية قال الفاتحة اما علمت أنها تكفى عن سواها ولا يكفي سواها عنها * وأخرج الثعلبي عن الشعبي ان رجلا شكا إليه وجع الخاصرة فقال عليك بأساس القرآن قال وما أساس القرآن قال فاتحة الكتاب * وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن بسند صحيح عن عبد خير قال سئل على رضي الله عنه عن السبع المثاني فقال الحمد لله رب العالمين فقيل له انما هي ست آيات فقال بسم الله الرحمن الرحيم آية * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه في تفسيره والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين سبع آيات بسم الله الرحمن الرحيم إحداهن وهي السبع المثاني والقرآن العظيم وهي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب * وأخرج الدارقطني والبيهقي عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ وهو يؤم الناس افتتح بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو هريرة هي آية من كتاب الله اقرؤا ان شئتم فاتحة الكتاب فإنها الآية السابعة * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أم سلمة قالت قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست