وقيل فيه تعريض بليلة القدر حيث ذكر ذلك عقب ذكر رمضان أي لعلهم يرشدون إلى معرفتها ((التصدير)) 5182 وأما التصدير فهو أن تكون تلك اللفظة بعينها تقدمت في أول الآية وتسمى أيضا رد العجز على الصدر وقال ابن المعتز هو ثلاثة أقسام الأول أن يوافق آخر الفاصلة آخر كلمة في الصدر نحو * (أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا) * والثاني أن يوافق أول كلمة منه نحو * (وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) * * (قال إني لعملكم من القالين) * الثالث أن يوافق بعض كلماته نحو * (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون) * * (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا) * * (قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا) * إلى قوله * (وقد خاب من افترى) * * (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا) * ((التوشيح)) 5183 وأما التوشيح فهو أن يكون في أول الكلام ما يستلزم القافية والفرق بينه وبين التصدير أن هذا دلالته معنوية وذاك لفظية كقوله تعالى * (إن الله اصطفى آدم) * الآية فإن (اصطفى) لا يدل على أن الفاصلة (العالمين) باللفظ لأن لفظ (العالمين) غير لفظ (اصطفى) ولكن بالمعنى لأنه يعلم أن من لوازم اصطفاء شيء أن يكون مختارا على جنسه وجنس هؤلاء المصطفين العالمون وكقوله * (وآية لهم الليل) * الآية قال ابن أبي الإصبع فإن من كان حافظا لهذه السورة متفطنا إلى أن مقاطع آيها النون المردفة وسمع في صدر الآية
(٢٧٧)