ونظيره قوله في المائدة * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) * ثم أعادها فقال * (فأولئك هم الظالمون) * ثم قال في الثالثة * (فأولئك هم الفاسقون) * ونكتته أن الأولى نزلت في أحكام المسلمين والثانية في اليهود والثالثة في النصارى وقيل الأولى فيمن جحد ما أنزل الله والثانية فيمن خالفه مع علمه ولم ينكره والثالثة فيمن خالفه جاهلا وقيل الكافر والظالم والفاسق كلها بمعنى واحد وهو الكفر عبر عنه بألفاظ مختلفة لزيادة الفائدة واجتناب صورة التكرار 5176 وعكس هذا اتفاق الفاصلتين والمحدث عنه مختلف كقوله في سورة النور * (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) * إلى قوله * (كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم) * ثم قال * (وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم) * التنبيه الثاني 5177 من مشكلات الفواصل قوله تعالى * (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) * فإن قوله (وإن تغفر لهم) يقتضي أن تكون الفاصلة (الغفور الرحيم) وكذا نقلت عن مصحف أبي وبها قرأ ابن شنبوذ وذكر في حكمته أنه لا يغفر لمن استحق العذاب إلا من ليس فوقه أحد يرد عليه حكمه فهو العزيز أي الغالب والحكيم هو الذي يضع الشيء في محله وقد يخفي وجه الحكمة على بعض الضعفاء في بعض الأفعال فيتوهم أنه خارج عنها وليس كذلك فكان في الوصف بالحكيم إحتراس حسن أي وإن تغفر لهم مع استحقاقهم العذاب فلا معترض عليك لأحد في ذلك والحكمة فيا فعلته 5178 ونظير ذلك قوله في سورة التوبة * (أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) * وفي سورة الممتحنة * (واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم) * وفي غافر * (ربنا وأدخلهم جنات عدن) * إلى قوله * (إنك أنت العزيز الحكيم) * وفي النور * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم) * فإن بادئ الرأي
(٢٧٥)