الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٩
فصل 5191 بقي نوعان بديعيان متعلقان بالفواصل أحدهما التشريع سماه ابن أبي الأصبع التوأم وأصله أن يبني الشاعر بيته على وزنين من أوزان العروض فإذا أسقط منها جزءا أو جزءين صار الباقي بيتا من وزن آخر ثم زعم قوم اختصاصه به وقال آخرون بل يكون في النثر بأن يبنى على سجعتين لو اقتصر على الأولى منهما كان الكلام تاما مفيدا وإن ألحقت به السجعة الثانية كان في التمام والإفادة على حاله مع زيادة معنى ما زاد من اللفظ 5192 قال ابن أبي الإصبع وقد جاء من هذا الباب معظم سورة الرحمن فإن آياتها لو اقتصر فيها على أولى الفاصلتين دون * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * لكان تاما مفيدا وقد كمل بالثانية فأفاد معنى زائدا من التقرير والتوبيخ 5193 قلت التمثيل غير مطابق والأولى أن يمثل بالآيات التي في إثباتها ما يصلح أن تكون فاصلة كقوله * (لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما) * وأشباه ذلك 5194 الثاني الالتزام ويسمى لزوم ما لا يلزم وهو أن يلتزم في الشعر أو النثر حرف أو حرفان فصاعدا قبل الروي بشرط عدم الكلفة مثال التزام حرف * (فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر) * التزم الهاء قبل الراء ومثله * (ألم نشرح لك صدرك) * الآيات التزم فيها الراء قبل الكاف * (فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس) * التزم فيها النون المشددة قبل السين * (والليل وما وسق والقمر إذا اتسق) * 5195 ومثال التزام حرفين * (والطور وكتاب مسطور) * * (ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون) * * (بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق) *
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»