الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٤٨٦
قال وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان 3649 وسئل شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني عن رجل قال في قوله تعالى * (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) * إن معناه من ذل أي من الذل ذي إشارة إلى النفس يشف من الشفا جواب (من) ع أمر من الوعي فأفتى بأنه ملحد وقد قال تعالى * (إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا) * قال ابن عباس هو أن يوضع الكلام على غير موضعه أخرجه ابن أبي حاتم فإن قلت فقد قال الفريابي حدثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع) 6350 وأخرج الديلمي من حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعا (القرآن تحت العرش له ظهر وبطن يحاج العباد) 6351 وأخرج الطبراني وأبو يعلى والبزار وغيرهم عن ابن مسعود موقوفا (إن هذا القرآن ليس منه حرف إلا له حد ولكل حد مطلع) 6352 قلت أما الظهر والبطن ففي معناه أوجه أحدها أنك إذا بحثت عن باطنها وقسته على ظاهرها وقفت على معناها والثاني أن ما من آية إلا عمل بها قوم ولها قوم سيعملون بها كما قال ابن مسعود فيما أخرجه ابن أبي حاتم الثالث أن ظاهرها لفظها وباطنها تأويلها الرابع قال أبو عبيد وهو أشبهها بالصواب إن القصص التي قصها الله تعالى عن الأمم الماضية وما عاقبهم به ظاهرها الإخبار بهلاك الأولين إنما هو حديث حدث به عن قوم وباطنها وعظ الآخرين وتحذيرهم أن يفعلوا كفعلهم فيحل بهم مثل ما حل بهم
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»