الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٤٨٤
التابعين فحيث جاز الاعتماد فيما سبق فكذلك هنا وإلا وجب الاجتهاد وأما ما لم يرد فيه نقل فهو قليل وطريق التوصل إلى فهمه النظر إلى مفردات الألفاظ من لغة العرب ومدلولاتها واستعمالها بحسب السياق وهذا يعتني به الراغب كثيرا في كتاب (المفردات) فيذكر قيدا زائدا على أهل اللغة في تفسير مدلول اللفظ لأنه اقتضاه السياق انتهى 6342 قلت وقد جمعت كتابا مسندا فيه تفاسير النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فيه بضعة عشر ألف حديث ما بين مرفوع وموقوف وقد تم ولله الحمد في أربع مجلدات وسميته (ترجمان القرآن) ورأيت وأنا في أثناء تصنيفه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في قصة طويلة تحتوي على بشارة حسنة تنبيه 6343 من المهم معرفة التفاسير الواردة عن الصحابة بحسب قراءة مخصوصة وذلك أنه قد يرد عنهم تفسيران في الآية الواحدة مختلفان فيظن اختلافا وليس باختلاف وإنما كل تفسير على قراءة وقد تعرض السلف لذلك فأخرج ابن جرير في قوله تعالى * (لقالوا إنما سكرت أبصارنا) * من طريق عن ابن عباس وغيره أن (سكرت) بمعنى (سدت) ومن طرق أنها بمعنى (أخذت) ثم أخرج عن قتادة قال من قرأ (سكرت) مشددة فإنما يعني (سدت) ومن قرأ (سكرت) مخففة فإنه يعني (سحرت) وهذا الجمع من قتادة نفيس بديع ومثله قوله تعالى * (سرابيلهم من قطران) * أخرج ابن جرير عن الحسن أنه الذي تهنأ به الإبل وأخرج من طرق عنه وعن غيره أنه النحاس المذاب وليسا بقولين وإنما الثاني تفسير لقراءة من (قطرآن) بتنوين (قطر) وهو النحاس و (آن) شديد الحر كما أخرجه ابن أبي حاتم هكذا عن سعيد بن جبير وأمثلة هذا النوع كثيرة والكافل ببيانها كتابنا (أسرار التنزيل) وقد خرجت
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 ... » »»