5107 ومنه نوع يسمى ترصيع الكلام وهو إقتران الشيء بما يجتمع معه في قدر مشترك كقوله * (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) * أتى بالجوع مع العرى وبابه أن يكون مع الظمأ وبالضحى مع الظمأ وبابه أن يكون مع العري لكن الجوع والعري إشتركا في الخلو فالجوع خلو الباطن من الطعام والعري خلو الظاهر من اللباس والظمأ والضحى إشتركا في الاحتراق فالظمأ إحتراق الباطن من العطش والضحى إحتراق الظاهر من حر الشمس 5108 ومنه نوع يسمى المقابلة وهي أن يذكر لفظان فأكثر ثم أضدادها على الترتيب قال ابن أبي الإصبع والفرق بين الطباق والمقابلة من وجهين أحدهما أن الطباق لا يكون إلا من ضدين فقط والمقابلة لا تكون إلا بما زاد من الأربعة إلى العشرة والثاني أن الطباق لا يكون إلا بالأضداد والمقابلة بالأضداد وبغيرها 5110 قال السكاكي ومن خواص المقابلة أنه إذا شرط في الأول أمر شرط في الثاني ضده كقوله تعالى * (فأما من أعطى واتقى) * الآيتين قابل بين الإعطاء والبخل والإتقاء والاستغناء والتصديق والتكذيب واليسرى والعسرى ولما جعل التيسير في الأول مشتركا بين الإعطاء والإتقاء والتصديق جعل ضده وهو التعسير مشتركا بين أضدادها وقال بعضهم المقابلة إما لواحد بواحد وذلك قليل جدا كقوله * (لا تأخذه سنة ولا نوم) * أو اثنين بإثنين كقوله * (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا) * أو ثلاثة بثلاثة كقوله * (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) * * (واشكروا لي ولا تكفرون) * وأربعة بأربعة كقوله تعالى * (فأما من أعطى) * الآيتين
(٢٥٦)