النوع الثاني عشر ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه 423 قال الزركشي في البرهان قد يكون النزول سابقا على الحكم كقوله * (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) * فقد روى البيهقي وغيره عن ابن عمر أنها نزلت في زكاة الفطر وأخرج البزار نحوه مرفوعا 424 وقال بعضهم لا أدري ما وجه هذا التأويل لأن السورة مكية ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة ولا صوم وأجاب البغوي بأنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال * (لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد) * فالسورة مكية وقد ظهر أثر الحل يوم فتح مكة حتى قال صلى الله عليه وسلم أحلت لي ساعة من نهار وكذلك نزل بمكة * (سيهزم الجمع ويولون الدبر) * قال عمر بن الخطاب فقلت أي جمع فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم مصلتا بالسيف ويقول * (سيهزم الجمع ويولون الدبر) * فكانت ليوم بدر أخرجه الطبراني في الأوسط 425 وكذلك قوله * (جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب) * قال قتادة وعده الله وهو يومئذ بمكة أنه سيهزم جندا من المشركين فجاء تأويلها يوم بدر أخرجه ابن أبي حاتم 426 ومثله أيضا قوله تعالى * (قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد) * 427 أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله * (قل جاء الحق) * قال السيف والآية مكية متقدمة على فرض القتال ويؤيد تفسير ابن مسعود ما أخرجه
(١٠٦)