الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٩٩
كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السماوات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فأنزل الله * (وما قدروا الله حق قدره) * الآية والحديث في الصحيح بلفظ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصواب فإن الآية مكية 392 ومن أمثلته أيضا ما أخرجه البخاري عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام أهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه قال أخبرني بهن جبريل آنفا قال جبريل قال نعم قال ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية * (من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك) * قال ابن حجر في شرح البخاري ظاهر السياق أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية ردا على قول اليهود ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ قال وهذا هو المعتمد فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة ابن سلام 2 - تنبيه 393 عكس ما تقدم أن يذكر سبب واحد في نزول آيات متفرقة ولا إشكال في ذلك فقد ينزل في الواقعة الواحدة آيات عديدة في سور شتى مثاله ما أخرجه الترمذي والحاكم عن أم سلمة أنها قالت يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء فأنزل الله * (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع) * إلى آخر الآية 394 وأخرج الحاكم عنها أيضا قالت قلت يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء فأنزلت * (إن المسلمين والمسلمات) * وأنزلت * (أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) * 395 وأخرج أيضا عنها أنها قالت يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله * (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) * وأنزل * (إن المسلمين والمسلمات) *
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»